هل صورتنا الذهنية سيئة؟

السبت - 28 يناير 2017

Sat - 28 Jan 2017

الجواب بكل صراحة نعم. نجحت قوى خفية في استخدام وسائل القوى الناعمة ضدنا، كما تم استخدام أعضاء في برلمانات الدول المؤثرة، وأقلام تحتل افتتاحيات صحف عالمية في تنميط المملكة وتصويرها كبلد خارج عن النسق الاجتماعي العالمي، وجعلت من تراثنا وثوابتنا وأسلوب حياتنا تهمة وجرما في حق الإنسانية لا يمكن السكوت عنه. ماذا يريدون منا؟ هل يريدون مصادرة قوتنا الروحية التي لم تجعلنا مسخا من الآخرين، والتي لولاها لغزتنا أمريكا قبل العراق وأفغانستان بعد أحداث سبتمبر؟ إن المملكة العربية السعودية الآن تصمد في وجه أقوى هجوم ناعم منذ تأسيسها، إننا نهاجم في اقتصادنا، وفي ثقافتنا، وفي قوانيننا، وحتى في أسرنا.



لعلي هنا أفترض أن هناك لدينا جوانب قصور معينة، وأن هناك تأخرا في حل بعض قضايا المجتمع، أليس هذا يعتبر شأنا داخليا ويجب على الدول عدم التدخل فيه، وهذا مكفول بموجب مواثيق الأمم المتحدة، والأعراف الدولية، ثم هل نحن فعلا بهذا السوء وهذا النشاز الذي يظهر في صورتنا الذهنية لدى شعوب العالم؟



إليكم هذه القصة القصيرة، فقد استقبلت في مطار الملك خالد بالرياض قبل 3 أشهر زميل عمل إنجليزيا أتى لإنجاز بعض الأعمال، وكان من ضمن جدول الأعمال زيارة النخيل مول في الرياض، فذهبنا مباشرة إلى المول، وبدأ الرجل مندهشا حينما رأى الأجانب (العوائل) يجوبون السوق مع أبنائهم بأمان دون أن يضايقهم أحد، أو يفرض عليهم ارتداء النقاب، وكذلك الحال بالنسبة للعوائل السعودية، وسأل ما إذا كان هذا الشيء في جميع الأسواق، أم إن هذا السوق حالة خاصة، وبدأ يذكر كيف تم استقباله في المطار بشكل راق، وكيف تم إنهاء إجراءاته بيسر وسرعة، وكل شيء يشاهده أثناء طريقنا إلى مقر سكنه كان يمتدحه ويتساءل باندهاش، سألت نفسي: ماذا قالوا لهذا المسكين وأمثاله، وإلى أي مدى صورتنا مشوهة في الخارج؟!



إن عدم الاكتراث بصورتنا الذهنية خطأ جسيم يجب معالجته وإبراز صورتنا كما هي، كبلد متطور يسكنه مواطنون يعتزون بهويتهم وعاداتهم وتراثهم، يستمدون من هذه العادات وهذا التراث قوة وفخرا واعتزازا، ولا يعتبرونها مثلبة أو منقصة.



أطالب بشدة أن تعود معارض السعودية بين الأمس واليوم، وأطالب بشدة وزارة الخارجية بأن تعين ملحقا إعلاميا في كل سفارة، وأن يمنح من الإمكانات ما يساعده لإنجاز مهمته. كما أطالب وزارة الإعلام بتكثيف التواصل مع دوائر التأثير الإعلامية، والاستفادة من المسلمين المخلصين الذين يتبوؤون مناصب مهمة، والذين يرتبطون بالمملكة روحيا، وأنا واثق أنهم سيمثلون خط الدفاع الأول ضد ما نتعرض له من هجمة شرسة وتشويه لصورتنا الذهنية.



أتمنى ألا يأتي أحدهم ويقول لن ترضى عنك اليهود ولا النصارى، فالموضوع ليس في هذا السياق.