دخيل سليمان المحمدي

أوكار قابلة للانفجار

الجمعة - 27 يناير 2017

Fri - 27 Jan 2017

من دواعي الخوف والقلق أن الفكر الضال لا يزال يعمل بكل جد واجتهاد، حيث نفاجأ بين وقت وآخر بأنباء المداهمات والقبض من لدن بواسلنا الأبطال على مجموعة تنتمي لتلك الزمرة الهالكة، وهم يخططون ويدبرون لعمليات جديدة من التفجير والتدمير والقتل والاغتيال في هذا البلد الآمن، بلد الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين، وآخرها كانت عملية القبض والتفجير التي حدثت الأسبوع الماضي في مدينة جدة، إكمالا لمسلسل عشناه منذ سنوات، لتستمر مفاجآتنا بانشقاق بعض شبابنا بعد طمس أبصارهم وبصيرتهم وصياغة أفكارهم وتجردهم من الولاء لعقيدتهم، ومن ثم الولاء لولاة أمرهم، وخدمة وطنهم. ولعلي أركز في هذا المقال على أهم الأمور التي أعطت لأصحاب الفكر الضال المجال بأن يبدعوا ويدربوا ويدبروا باتخاذ الاستراحات الشبابية أوكارا لهم، حيث أصبحت كقاعات محاضرات للتكفير والتفكير ومراكز تدريب للقتل والتدمير ومستودعات لمواد التفجير.



أنا لست ضد تجمع الشباب في الاستراحات، بالعكس فقد يجدون في الاستراحات متنفسا لهم وتواصلا بينهم، فمنهم من يقومون بتجمعات على الأمور المباحة ولا يمكثون فيها إلا أوقاتا قصيرة ثم يتفرغون لتفقد احتياجات أسرهم وأهليهم، ولكن للأسف هناك أيضا من اتخذها مركزا للقاء والالتقاء بزمرة الشيطان، حيث اتخذوا منها وكرا ومكرا لتحويلها مكانا للتدريب وموقعا للتخزين، مستغلين غياب، بل سبات نظام المراقبة على مثل هذه الاستراحات. هناك من يتفق معي على ذلك وهناك من يختلف، ولكن لا نستطيع أن نغير من واقعنا تغييرا جذريا، بل يجب عمل آلية ضبط لجميع الاستراحات، مثل توثيق بيانات الأشخاص الذين يرغبون في استئجارها بشكل جيد، وتبليغ الجهات الأمنية عندما يلاحظ عليهم أي تصرف غير سليم حتى يتسنى اتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة، وعمل زيارات تفتيشية مفاجئة لجميع الاستراحات، سواء كانت مؤجرة أم غير مؤجرة، وإن وجدت أي ملاحظات مخالفة تتم معاقبة مالك الاستراحة قبل كل شيء بغرامة مالية أو عقوبة شديدة، لأن أمننا وأمن وطننا خط أحمر لا نساوم به أبدا.



الشباب أهم ثروة للوطن واستغلالهم في هذه الأمور الضالة يعد خسارة كبيرة. أين مجالس الأحياء من احتوائهم، واستبدال تلك التجمعات والاستراحات بما يعود عليهم بالفائدة، ومن أهمها إقامة فعاليات رياضية كروية في الأحياء تكون تحت مظلة اللجان الاجتماعية؟



اللهم احرسنا بعينك التي لا تنام، واكنفنا بركنك الذي لا يرام، واحفظنا بعزك الذي لا يضام. اللهم ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ولا يرحمنا.. آمين.