عادي ماجد الزبني

بيئة العمل الصحية

الأربعاء - 25 يناير 2017

Wed - 25 Jan 2017

في بادرة جميلة من وزارة الصحة تم استحداث إدارة تطوير بيئة العمل والإبداع التي تهتم بتوفير بيئة عمل مناسبة فندقية للعاملين في القطاعات الصحية، وبدأت الوزارة بإزالة الحواجز بين الموظفين والمراجعين وعمل ديكورات رائعة وتأثيث مكتبي راق، وعممت التجربة على المديريات.



وتعد هذه الخطوة بداية الطريق للاهتمام بالموظف وتحفيزه على الإنتاجية والتواجد في مقر عمله! ولكن كما يقال (الشق أكبر من الرقعة..!)، فالديكورات الشكلية والورود الصناعية والمكاتب الفاخرة لا تساوي شيئا بعين الموظف الذي يتجرع كل صباح فنجال الألم بسبب تأخر ترقيته! أو تحسين وضعه، أو حقوقه المالية، أو بسبب تحميله أعباء وظيفية لا تخصه، أو رفض نقله، أو التهميش!



عوامل كثيرة تجعل من الموظف غير مبال بالعمل والإنتاجية، والمحبطون من الموظفين لا تعني لهم الديكورات واللوحات الجدارية إلا مجرد جرعة مسكن موقت! فأعتقد أن علاج الأعراض لا يكفي لمعالجة الأمراض!



المطلع على حال موظفي الصحة يدرك تماما أنهم يعانون من تأخر مستحقاتهم المالية مثل: الانتدابات، وبدل العمل بالأعياد والحج، والأحكام القضائية، وبدل الإشراف، وبدل التميز.. وغيرها، وهذا يؤثر سلبا على أدائهم وإنتاجيتهم!



فمنهم من يمر بضائقات مالية حادة، يرتبط حلها بصرف مستحقاتهم، ونسمع دائما تعالي الأصوات والهاشتاقات المطالبة بتحسين الوضع الوظيفي، وهناك جزء آخر يرى غيره يتمتع بجميع المزايا المالية! وهو أقل منه عملا وكفاءة، وجزء من العاملين متذمرون من تولي أقسامهم رؤساء أقل منهم كفاءة وتأهيلا بسبب المحسوبية، ويمارسون عليهم ضغوطا غير نظامية بسلاح السلطة!



بيئة العمل الصحية تحتاج إلى إصلاحات كثيرة تضمن العدل والمساواة بين الجميع في الحقوق والواجبات، وأدعو المسؤولين بالوزارة للاهتمام بمطالب العاملين بجميع أنواعها، والعمل على صرف حقوقهم، وتجاوز المعوقات التي تواجههم، وتبني أساليب تحفيزية متنوعة تساعد على بث روح العمل والتنافس بين العاملين مثل: منح ساعات راحة أسبوعية، وصرف خارج دوام، وصرف انتداب، وتمكين من موقع قيادي، وغيرها، مع الأخذ بعين الاعتبار وجود أنظمة رادعة تنال المقصرين.



ولا أنسى في الختام أن أطالب بالاهتمام ببيئة المريض، مثل أقسام التنويم والطوارئ، فتهيئة هذه الأقسام وتجميلها تسهم كثيرا في رفع مستوى رضى المرضى عن الخدمات الصحية.