عبدالله المزهر

الحياة دون كلمة مرور!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الأربعاء - 25 يناير 2017

Wed - 25 Jan 2017

كان فيروس شمعون أثقل الضيوف في اليومين الماضيين، والهجمات الالكترونية أمر لا مفر منه ومتوقع حدوثه في أي وقت، لكن «بعض» الجهات ما زالت تتعامل مع أمن المعلومات كنوع من الترف الذي لا مبرر له، وجهات أخرى لا تحتاج مواقعها إلى خبراء في اقتحام المواقع ويستطيع أي مبتدئ في هذا المجال أن يعيث في مواقعها فسادا.



وبعيدا ـ ليس كثيرا ـ عن الجهات والمؤسسات المهددة بالاختراق، فإن الحقيقة أيها السادة والسيدات الخائفون والخائفات من الاختراق والمخترقين على المستوى الشخصي فإن «الملقوف» هو أكثر الأشخاص عرضة لاختراق أجهزته.



الفضول الذي يجعلك تفتح روابط مجهولة وتتصفح رسائل الكترونية لا تعرف مرسلها هو أكثر أمر يعتمد عليه المخترقون في الوصول إليك.

وهذا يحدث حتى في الحياة، وقبل اختراع الأجهزة والفيروسات العابرة للقارات، فالذين يخترقون حياتك ويفسدونها لم يفعلوا ذلك إلا لأنك تركت ثغرة يتسللون منها إليك، أو لأن فضولك دفعك للاقتراب أكثر مما ينبغي من أشخاص تسللوا إلى قلبك فأفسدوه وأفسدوا حياتك.



فضولك الذي يدفعك لتتبع أخبار الأثرياء والمترفين في هذه الحياة هو الثغرة التي يتسلل منها فيروس يعطب «الرضا» في داخلك، وبعدها ستصبح مسرحا يعبث فيه فيروس كراهية الحياة.



وتحصينات الكائن البشري ضد فيروس السعادة أكثر من أي تحصينات أخرى، والمخترقون الذين ينثرون السعادة يجدون صعوبة أكثر من أولئك الذين ينشرون «النكد». وخوف البشر من السعادة قد يبدو مبررا إلى حد ما، فحتى إن استطاع مخترقو السعادة الوصول إلى قلبك فإن خروجهم منه سيجعلك كلك مجرد «ثغرات» مغرية لكل الفيروسات المدمرة الأخرى.



وعلى أي حال..

لن يتوقف مخترقو الحاسبات وسيهاجمون مجددا، ولن يتوقف مخترقو «الحياة» من التسلل إلى قلوب آخرين، ولن يستطيع الإنسان أن يحمي قلبه «بكلمة مرور» يمكن أن يغيرها كلما استشعر خطرا يلوح في الأفق أو رأى وجها يحاول اقتحام قلبه، أو طيفا تتهاوى أمامه كل جدران الحماية!



[email protected]