التعليم الأهلي في مكة.. إلى أين؟

الثلاثاء - 24 يناير 2017

Tue - 24 Jan 2017

المتتبع للحراك الإداري والتعليمي الذي يقوده مكتب التعليم الأهلي بمكة المكرمة يتنبأ بمستقبل ينتظر هذا النوع من التعليم في أطهر بقعة على وجه الأرض في مكة المكرمة ذات شرف الزمان والمكان.



وحينما ترنو أبصارنا إلى مستقبل التعليم الأهلي في مكة المكرمة فلا بد أن نستحضر جميع المعطيات التي تمثل هذا الحراك الذي أشرت إليه في بداية مقالي، ولعلي أشير إلى شيء من ذلك التحرك الطموح، فمنذ أن تحولت إدارة التعليم الأهلي بتعليم مكة إلى مسمى «مكتب التعليم الأهلي» حتى صحبتها العديد من القرارات الإدارية والفنية، أقول منذ ذلك الوقت وحركة عقارب ساعات العمل في ذلك المكتب لم تتوقف ولم تهدأ، سعيا لإيجاد قاعدة متينة ينطلق منها التعليم الأهلي بحلته الجديدة، فانبثقت الأفكار وعقدت الاجتماعات تنظيما واستقطابا، ولعل مبنى مكتب التعليم الأهلي بمكة كان ركيزة رئيسة، وأنموذجا مميزا أعطى إيحاء بأن المسار في التعليم الأهلي أخذ منحى مختلفا، شعاره التميز والتفرد في جدية العمل.



إن الخطى الحثيثة في مسار التعليم الأهلي بمكة أنتجت العديد من المشاريع التعليمية في فترة وجيزة، فدشنت العديد من المجمعات والمشروعات المدرسية، فعلى سبيل المثال لا الحصر: «مجمع مدارس الإنجاز بالهجرة، ومجمع مدارس البشرى بالزاهر، ومجمع مدارس العلم النافع ببحرة، ومدرسة البتول الأهلية بالخالدية، وروضة الأطفال بحرم جامعة أم القرى، والمدرسة الإنجليزية العالمية بالعوالي».

والجميل في الأمر أن هذه المشاريع دشنت في مبان تعليمية تتوافق مع اللوائح والأنظمة لوزارة التعليم فيما يخص المباني التعليمية للمدارس الأهلية.



وإلى جانب هذه المشاريع التي دخلت الخدمة الفعلية للتعليم الأهلي فإن هناك العديد من المشروعات التعليمية التي وضعت أساساتها فأضحت قيد الإنشاء وسيتم الانتهاء منها ـ بمشيئة الله - في غضون سنتين، والتي تزيد تكلفتها على 500 مليون ريال، تتوزع على عدد من المشاريع التعليمية التي يقدر استيعابها بـ 26 ألف طالب وطالبة، منها: مدارس عبدالرحمن فقيه للبنات بالزايدي، ومدارس سنا الإبداع بمخطط ولي العهد، ومشروع مدارس دوحة العلم بالشوقية، ومشروع مدارس الأندلس بالشرائع، ومشروع مدارس البشرى بالنوارية، ومشروع مدارس ابن الصلاح بالفيحاء، ومشروع مدارس ملتقى التربية، ومشروع مدارس الفضل بربوة مكة.



ولعل في إيراد مسميات هذه المشاريع التعليمية وتحديد مواقعها إفادة المجتمع المكي حيال الخريطة الجغرافية للمدارس الأهلية التي ـ بمشيئة الله - ستخدم مختلف الأحياء بمكة المكرمة.



ومع تسارع هذه المشروعات الطموحة إلا أن طموح القادة في التعليم الأهلي بمكة المكرمة لم يقف عند هذا الحد، بل أخذ في العمل على تبني مشروع واعد وهو استقطاب المستثمرين والشركات النوعية للاستثمار في التعليم الأهلي؛ رغبة في تقديم تعليم نوعي لأبناء مكة المكرمة، فعقدت الاتفاقات مع شركة رواد الخليج، وشركة التعليم النوعي، وشركة ماسك، وشركة القلعة الحجازية، ومركز مكة للتربية الخاصة الذي يتسع لـ 1500 طالب وطالبة من ذوي الاحتياجات الخاصة، وعلى ألا تقل مساحة المشاريع التعليمية لهذه الشركات عن 20 ألف متر مربع.



وفيما يبدو أن هذا التحرك على مختلف الأصعدة كان انطلاقا من رؤية المملكة 2030 ورؤية التحول الوطني 2020 سعيا ليكون نصيب التعليم الأهلي في مكة بحلول 2020 ما يقارب 25% من عدد طلاب وطالبات تعليم مكة المكرمة الذين يبلغ عددهم حاليا 380 ألف طالب وطالبة، وهذا الرقم في ظني يدعو المستثمرين من رجال الأعمال والشركات الرائدة في التعليم إلى الدخول في سوق التعليم الأهلي الذي ينشد الجميع أن يكون استثمارا يقوم على تغليب نوعية التعليم المقدم لجيل واعد ينتظره الوطن الذي نعيش على رباه ونتفيأ ظلال أمنه وأمانه.



وفي هذا الحراك الجاد مندوحة لتغيير الصورة النمطية المترهلة في أذهان الناس عن التعليم الأهلي بما كان يحيط به من إجراءات كرست ظلامية تلك الصورة وضبابيتها، إلا أنه مع هذه التحولات الكبيرة ومع الاهتمام الذي توليه وزارة التعليم للتعليم الأهلي - ولعلي أدلل على هذا الاهتمام باستحداث الوزارة لوكالة التعليم الأهلي المرتبطة إداريا وتنظيميا بمعالي وزير التعليم - فسوف تختلف النظرة الغامضة، وتتبدل تلك الصورة المشوشة بما هو أفضل، وأضيف إلى ذلك أن الأرضية المشتركة التي مهدها التعليم الأهلي في مكة المكرمة للمستثمرين تحت شعار «شركاء النجاح» ستعجل من عجلة الاستثمار التعليمي في مكة المكرمة في ظل العديد من التسهيلات التي تسعى قيادة التعليم الأهلي إلى تقديمها لكل مستثمر ينشد النوعية فيما يقدمه من تعليم لأبناء مكة المكرمة.