ركوب صهوة جواد الدعوة

الاثنين - 23 يناير 2017

Mon - 23 Jan 2017

المتقاعدون من الوظائف سواء كانت حكومية أو أهلية هم أولئك الذين بذلوا كل ما يستطيعون من جهد في سبيل إنجاز ما يطلب منهم تحقيقه من أهداف تلك الجهة التي كانوا ينتمون إليها، ولكن أكثر هؤلاء المتقاعدين من الوظيفة في الغالب يتخذون ركنا قصيا وينطوون على أنفسهم ولا تكون لهم مشاركات مجتمعية إلا قلة منهم مما قد يسبب للبعض اكتئابا وأمراضا وحالات نفسية، ويستثنى من ذلك أهل العلم الشرعي (الذكر) لأنهم عندما يترجلون عن صهوة جواد الوظيفة يركبون صهوة جواد الدعوة في مجتمعاتهم ويخالطون عامة الناس بدون قيود تلك الوظيفة لوعظهم وتعليمهم أمور دينهم، وذلك شرف لا يضاهيه شرف ونعمة يغبطهم عليها أقرانهم في والوظائف الأخرى وخاصة المتقاعدين منهم، وعطاء أهل العلم الشرعي يمتد إلى ما شاء الله حتى آخر يوم في حياتهم.



بالأمس القريب تم تكريم الشيخ الدكتور عبدالله حامد سمبو كمبيجو من منسوبي جامعة أم القرى بكلية الدعوة وأصول الدين من قبل المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات لتقاعده من الوظيفة، والدكتور عبدالله حامد هو أحد أبناء مكة البارين ومن الذين كانت لهم إسهامات كبيرة في المجتمع المكي من خلال مركز التوعية في الحج وتوعية الجاليات ولجان إصلاح ذات البين ومساعدة المحتاجين بمكة.



وأيضا له مؤلفات في التفسير وكذلك له بحوث في القيم الاجتماعية والسنة النبوية، بل كان له باع طويل في الدعوة إلى الدين الإسلامي وخدمة الإسلام والمسلمين في داخل وخارج المملكة العربية السعودية وخلال انتدابه إلى بعض الدول الأفريقية والآسيوية لتدريس الكتاب والسنة. والدكتور عبدالله حامد سمبو وكل من ينتمون إلى العلم الشرعي ولا نزكيهم على الله هم الأنوار التي تضيء لنا الطريق للوصول إلى رضا الله ودخول الجنة. وقد اتخذوا من المصطفى صلى الله عليه وسلم قدوة لهم في نشر الدين الإسلامي في أرجاء المعمورة وتعليم الناس أمور دينهم.



فكل الشكر للمكتب التعاوني للدعوة والإرشاد بالمنصور ولكل من شارك في التكريم، فالمجتمع الذي يكرم ويحتفي بأبنائه الذين بذلوا الغالي والنفيس في خدمته، هو مجتمع إيجابي وبه من الخير الكثير ويستحق الإشادة وخاصة إذا كان المكرمون والمحتفى بهم من أهل الذكر.