إبراهيم جلال فضلون

عام أورثنا الموت!

الاحد - 22 يناير 2017

Sun - 22 Jan 2017

2016 عام أورثنا الحرب، وجعل منها ميراثا نجهل أحداثه القادمة على مد البصر، حرب ضحاياها زهور من بني جنسنا فاحت الأجواء بروائحهم هنا وهناك، مغلقة بشباك تلك الضلالات الفكرية وجماعاتها، التي خرجت من رحم إرهاب متعدد الوجوه ومتلون كتلون إيران وأذنابها (حزب الله والحوثيين).



بلى، إنها زهور من نوع مختلف أدمت عامها بقلوب سكنتها البراءة، وهي مزدانة بقبح الوحوش فتطال حتى حديثي العمر، ممن باتوا ذكرى عام تبدلت فيه التحالفات، بل واتسع فيه عدم الثقة في ديمقراطيات الغرب، وانتكاس تحالفات دولية حل محلها شعبوية الضلال الفكري؛ وفوبيا الأجانب التي اجتاحت مجتمعات الغرب خاصة، لتتعثر لغة الحوار في طريقه؛ ساقطا بقوة السلاح المنتشر خارج سلطة العقل الإنساني..



هذا الصراع المزدوج الرأس، وضع عالمنا أمام مثلث متفرع بين صراع البيت الأوروبي وصراع لاجئين مع القوارب الوافدة على أمواج - ملك الموت- في البحر أو البر في مسكنه أو إجباره على ما لا يحب بحثا عن حياة، من استعراض قوة روسيا المتوشحة بالبرودة، وهو يتساءل كيف ستتم المواجهة؟!.



لعل رحلة البحث عن الاستمرار الوجودي ليست حكرا على دول العالم الثالث.. إنه عام حرب شهدت تبدلا للمواقع، مستعرة بدون التدخل الأمريكي.. فمتى تنتهي تلك الحرب في أرضها الخصبة؟!، ومن يوقف سيناريو الحروب العبثية والمفتعلة التي نشهدها اليوم في الشرق الأوسط؟!. فالسلطات الغربية تكسب وقتا لتأخير عملية تفكك مجتمعاتها من خلال إلهاء شعوبها بمشاهد الدماء المتنقلة بين سوريا والعراق واليمن وليبيا، كيف لا وقد وصل جشع 1% من الشعوب الأوروبية كما العربية إلى احتكار 60% من الثروات. وهل سيكون عام 2017 بمثابة عام الحروب الاجتماعية العالمية، التي قد تقضي على 4 مليارات كائن بشري تحت عنوان «صراع الوجود في زمن ندرة الورود»؟!.



إن الصراع الآدمي مثير للحيرة، بل والشفقة جراء الانصهار في بروتوكولات متناقضة بين الدفاع عن الوجود والتنازل عنه لصالح الإنسانية نفسها، يا له من أمر معقد، عقدنا خيوطه بأفعالنا.. لو أن في المعارك الوجودية رحمة، لما عرفنا حروبا عالمية أبادت ما يربو على سبعين مليونا، وعسانا لا نكون قد دخلنا في أتون حرب عالمية ثالثة من نوع «صراع الاستمرارية فيها هادئ»... والقتل في دستورها عادي.



لك الله دول العروبة فوضعها الحالي يعبر عن مستقبلها القاتم في عام لا يعلم غيبه إلا الله لا كما تنبأ به نسترادامس.