ماذا يريدون من وسائل الإعلام؟

الأربعاء - 18 يناير 2017

Wed - 18 Jan 2017

سأبدأ من حيث أثار الأمر فكرة المقال في عقلي، قبل شهرين أو ما يسبق بقليل كنت في منتدى أقامته مسك الخيرية، والتي استضافت فيه الإعلامي القدير تركي الدخيل -مدير قناة العربية حاليا- ودار الحوار حول موضوعات عدة. اللافت في الأمر لي كأحد الحضور هو عندما فتح المجال للحضور لطرح أسئلتهم على الضيف، فكانت الأسئلة شبه مجمعة على عتاب تساؤلي حول قناة العربية والإعلام السعودي غير الرسمي بشكل عام، وكيف أنه يشوه صورة السعوديين ولا يجملها.



ومثل هذه التساؤلات والأفكار تطرح حتى في مجالس بسيطة عندما يدور الحديث حول الإعلام والمجتمع السعودي والصورة التي يرسمها عنه، ويتحدث كل على طريقته وهواه عن كل جهة إعلامية، فهذه جهة عميلة، وهذه صهيونية، وتلك حاقدة تريد تشويه المجتمع والكثير مما يشبه تلك الألفاظ والاتهامات.

كان رد الدخيل منطقيا، لكنه ليس كذلك لحزب المشحونين ضد قناة هنا أو هناك والذين تعرضوا لكمية شحن لا شعوريا ضد جهات إعلامية مختلفة فتبنوا بغضها لأن شخصا ما -يعتبر رمزا بالنسبة لهم- يبغضها ويوحي لهم بأنها متفردة في الإساءة، ولو أنك خضت معهم في نقاش حول الأسباب الحقيقية لهذه الحالة المحتقنة لتأتأ أكثرهم، فكل نتاجهم هو كمية شحن من فلان وغيره ذي توجه سياسي معين استغل أتباعه وزايد على خصومه دينيا ووطنيا فصار خصامه لهم مقدسا.



هل تطلب من الإعلام (تجميل القبيح)؟ هذا إن حدث، فإنه لن يتعدى أن يكون خداعا للمتلقي الآخر الذي يجهلك وتشجيعا لك على الاستمرار في قبحك لأن الإعلام يعودك على عدم مواجهتك به فهو يخفيه عن غيرك وعن نفسك ليظهرك بمظهر ليس حقيقتك.



ترى أن الإعلام يتحدث عنك حول شيء ما في مجتمعك بأنه قبيح، وتجد أنت في ذلك تجنيا عليك فهذا حقك تجاه هذه المسألة أن تفندها، لكن أن تريد من الإعلام أن يكون (صالون تجميل) لإخفاء قبحك الحقيقي فهذه خديعة تريد أن يتعاون معك فيها الإعلام.



مجتمعي العزيز، كن جميلا في حقيقتك حتى إذا ما تحدث عنك الإعلام في أمر ما بعكس حقيقتك، فإنك ستجد أن الذين عاشوا حقيقتك هم من يدافعون عنك فعلا قبل أن تدافع أنت عن نفسك.



لا تطلب من الإعلام أن يكون مكياجا لتشوهاتك وهي أولى بالعلاج من المكياج الإعلامي.