حتى إنني لم أتفوه بكلمة.. ولم أنفق دينارا

الثلاثاء - 17 يناير 2017

Tue - 17 Jan 2017

تقلصت عضلة في وجهي، كانت أول ردة فعل عندما رأيت ذلك الإنسان، فماذا أحدث ذلك عندي، ملايين الإفرازات والتفاعلات الكيميائية في جسدي.



فقد ارتفعت عندي نسبة هرمون السكينة (الأندورفين) وهرمون السعادة (السيروتونين)، وبدأت تسبح هنا وهناك داخل جسمي، ذلك التقلص البسيط هو غذاء لروحي وروحك وقلبي وقلبك وجسمي وجسمك، هو نعمة يتفضل بها الله الخالق على بني الإنسان من خلقه ويخصه بها.



ساعدني هذا التقلص الذي لا يكلف جسمي إلا بعض السعيرات الحرارية التي لا تذكر في تحسين هضمي وفي توازن نبضات قلبي وزيادة في مناعتي، وكذلك في حفظ شبابي، يدفعني إلى الأمام ويزداد نشاط ذهني ومردوده يزيد في تركيزي ودقة تفكيري.



وأما ذلك الإنسان ماذا أحدثت له؟ أثرت على عقله الباطن وأدخلت لقلبه السرور واستطعت أن أحدث تقلصا في العضلة نفسها فكان مفعولها على جسده مثل مفعولها على جسدي، فقد ساعدت في تحسين هضمه وتوازن في دقات قلبه، وكذلك أسهمت في زيادة مناعة جسمه وحفظ شبابه.



لا داعي لأن نجهد أنفسنا في البحث عن أسباب نتوسل بها لتبرير عجزنا عن فعل الخير، فإن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها، أظن أن بوسع الكثيرين أن يلتزموا بهذه الصدقة وبالأخص في هذه الأيام الصعبة، حيث عمت القسوة معظم الأوطان.



وبعد هذه التفاعلات العجيبة والمنافع غير المحدودة التي حدثت في أقل من ثلاث ثوان، ماذا كلفتك؟ دينارا أو بعض الدينارات التي لا تملك؟

خطاب طويل مدروس ومعقد؟



كلفتك أن تقلص عضلة بفعل إرادي ومبني على نية إسعاد أحدهم، ما أعظمك يا الله برحمتك التي وسعت كل شيء وعدلك الذي غطى كل المخلوقات جعلت المنافع تعم الخلق بدون تفاوت، فالخير يبدأ من الداخل ليعم في الخارج، لنبتسم.