وزارة الإسكان بين الكاف والنون

الاثنين - 16 يناير 2017

Mon - 16 Jan 2017

لا شيء يحصل بين ليلة وضحاها والإنجازات الكبيرة لا تكون كبيرة إلا إن تعبت لأجلها وسهرت الليالي بجد واجتهاد، زمن المعجزات ولى والآن زمن العمل الدؤوب المبني على التخطيط السليم والإعداد المسبق واستشراف المستقبل بحكمة، لهذا فإن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والذي على الدوام يعلنها أن مشكلة الإسكان في المملكة تأتي على سلم أولوياته هو خير من يعلم أن القضية ليست مجرد قرار وأمنيات وإنما منظومة عمل متكاملة لا يمكن تجاوز أي نقطة أو إغفال أي تفاصيل مهما صغرت.



لكن في ظل كل الظروف المحيطة بمنظومة الإسكان في المملكة التي تقف بين ما هو مأمول وما هو متحقق على أرض الواقع نجد أن هنالك إنجازات وأعمالا وجهدا كبيرا، يقام كل هذا من قبل وزارة الإسكان، لا ينتظرون بل يتقدمون ويبادرون ويحققون بغض النظر عن أي انتقاد أو ظروف صعبة أو هجوم إعلامي ممنهج أو عشوائي، الفارق في الأمر أن الكل يريد إنهاء هذا الملف وتنظيمه وهذه رغبة ولاة الأمر أساسا، لكن الشعب يريد أن يتم الأمر كأنه مسحة بكرامة مقدسة، أريد بيتا هنا وبهذه المواصفات وهذه الإمكانيات والمطلوب تحقيق ما أريد الآن، وهذا أمر صعب ومستحيل في بعض الأحيان وغيرنا الكثير من دول العالم الأكثر تقدما والأقل تعدادا ولم يحقق ما حققناه رغم كل التحديات والصعوبات.



مؤخرا أعلنت وزارة الإسكان ممثلة بوزيرها ماجد الحقيل وطاقمه عن تخصيص عشرات الآلاف من الوحدات السكنية بمواصفات معينة، وهذا بحد ذاته إنجاز يحسب له ولفريق عمله في الوزارة، خاصة إن علمنا أنهم حققوا مستويات مقبولة نوعا ما في بناء آليات للتعاون مع القطاع الخاص والعام، وبدئهم العمل والإنجاز وإنهاء ملفات سابقة مفتوحة ما يدل على أنهم يعملون بفكر سليم وتوجه رشيد وأن هدفهم الأساسي بعد رضا الله سبحانه وتعالى هو تحقيق رؤية ولي الأمر صاحب الحزم سلمان بن عبدالعزيز، الأمر ليس بين الكاف والنون بكن فيكون، بل كن ولنعمل لأجل أن يكون.



الطموحات والآمال كبيرة وكثيرة، وتحتاج إلى أعمال وجهود أكبر، لكن يكفي أن نعرف أن الإنجاز الأخير بهذا التخصيص وبهذا العدد من الوحدات السكنية قد حقق كثيرا من أحلام شبابنا السعودي اليوم بتوفير مسكن مناسب لهم يؤهلهم للاستمرار في مسيرة بناء ذاتهم وتحقيق أحلامهم خدمة لدينهم ولوطنهم، وهذه هي ركيزة رسالتي اليوم أن العمل يمكن تجزئته ويمكن البدء في كل القطاعات الحكومية بما يمكن إنجازه الآن بأسرع وقت وأكثر جودة وإتقانا، رغم أية معوقات أو صعوبات لكن بالتخطيط السليم والمبادرة الذاتية دون انتظار توجيهات عليا يمكن لأي مسؤول بفريق عمل وطني متميز أن ينجز ويحقق ويتقدم للأمام دائما.



لا شماعات بعد اليوم نعلق عليها تكاسلنا وتقاعسنا، يكفي أن نقول لأي مسؤول إن لم تقدر فشكرا لك واترك الساحة لغيرك ففي وطني الكثير من الرجال القادرين ولن ينقصك ذلك بل لعل الوقت أو المكان أو المهمة لم تكن مناسبة لك، فانتظر عافاك الله دورك في خدمة وطنك فكلنا جنوده وكلنا نفتديه بأرواحنا.