بسرد حسي دقيق ومتقن تستكشف قصص سارا ماجكا «مدن لم أسكن فيها مطلقا» الصادرة عن دار جريولف بريس، 2016 التباعد الإنساني بجميع أشكاله: المسافات العاطفية بين أفراد الأسرة الواحدة وبين الأصدقاء، الفجوات التي تظهر بين من كنا عليه في فترة سابقة إلى ما أصبحنا عليه الآن والثغرة التي تفصل بين حياتنا الخاصة وحياتنا العامة.
في قلب هذه المجموعة الأدبية سلسلة من القصص ترويها فتاة أمريكية شابة لطيفة وخجولة، لكنها منفتحة على العالم، وذلك بعد تجربة زواج فاشلة من رجل كانت تحبه.
تتذكر بطلة القصة الأشخاص الذين كانوا قريبين منها والأماكن التي تنقلت بينها وتنقل القارئ إلى عالم أحلامها التي تحقق جزء بسيط منها وبقي الجزء الأكبر عالم الخيال والأمنيات.
وبين الحين والآخر تزين هذه القصص الشخصية التي ترويها البطلة مقاطع نثرية بديعة ينتقل فيها التركيز من حياة الشخصية الرئيسية في القصة إلى حياة شخصيات أخرى.
يمكن القول باختصار إن هذه القصص تتحدث عن الانتماء الفكري للإنسان المعاصر وإلى أي حد نحن مستعدون للتضحية للحصول على إحساس حقيقي بذلك الانتماء.
القصة الأولى في هذه المجموعة تبدأ بالصورة التالية «منذ 10 أو 11 سنة تقريبا، عندما كنت وسط إجراءات الطلاق من رجل كنت لا أزال أحبه، ركبت القطار وتوجهت إلى المدينة».
ومن هذه النقطة، تنقل بطلة الرواية القارئ من مكان إلى آخر، وفي كل مرة تقدم وصفا بديعا ودقيقا للأماكن التي تزورها، بحيث يضفي وصفها الحساس على تلك الأماكن سحرا قد لا يلاحظه كل الزوار.
جميع الحكايات التي في هذه المجموعة القصصية حزينة. والد يترك ابنته مع جارته وينتقل إلى مدينة أخرى، أم تلتقي مصادفة مع زوجها السابق الذي تسبب بموت ابنتهما في حادث سير لأنه كان يقود السيارة وهو تحت تأثير الكحول، فتاة صغيرة تتعرض للاختطاف من روضة للأطفال ولم يرها أحد بعد ذلك مطلقا.
كثير من الحكايات يثير الخوف
شاب يغادر مستشفى الأمراض العقلية ويكتشف أن الجزيرة التي تحوي بيته قد اختفت من الخريطة.
الكاتبة سارا ماجكا بارعة في رسم الصور بوضوح مميز وسط الاضطرابات العاطفية لشخصيات القصة.
هناك طفل في مستشفى الأمراض العقلية «جرح معصميه بمنشار والده واستلقى على الأرض وهو يراقب نشارة الخشب وهي تتحول إلى اللون الأحمر إلى أن فتح أحدهم الباب»، وهي مبدعة في وصفها للأشخاص والأماكن المهجورة والمهملة.
والدة الطفلة التي ماتت في حادث السير الذي تسبب به الزوج أهملت كل مباهج الحياة وتحولت إلى «امرأة تفتقر إلى الأنوثة، لكنها ليست صلبة في داخلها» لأن الحياة لم يعد فيها ما يثير الاهتمام بالنسبة إليها.
في حكاية أخرى، تضع بطلة الرواية خطة للسفر إلى الأماكن التي توزع الطعام على الفقراء في شتى أنحاء البلد لتتحدث إلى الفقراء وتتعرف إليهم عن قرب.
في إحدى المدن، تزور معرضا فنيا يتحدث عن الفقراء، تتأثر بقصصهم كثيرا، لكنها تعتقد أن الرسامين يستغلون الفقراء لتحقيق غاياتهم الشخصية: هم يرسمون معاناة الفقراء ليبيعوها في شكل لوحات فنية.
هذه القصص تكشف بكثير من المرح الممزوج بحزن عميق كيف يعيش كثير من الناس في أماكن لا يعرفونها بشكل جيد، ولذلك يجدون صعوبة في الانتماء إليها.
سارا ماجكا
خريجة قسم الكتابة في جامعة ماساتشوسيتس، وهي تعيش فيىمقاطعة كوينز في نيويورك مع ابنها.
«مدن لم أسكن فيها مطلقا» هو أول كتاب تنشره.
في قلب هذه المجموعة الأدبية سلسلة من القصص ترويها فتاة أمريكية شابة لطيفة وخجولة، لكنها منفتحة على العالم، وذلك بعد تجربة زواج فاشلة من رجل كانت تحبه.
تتذكر بطلة القصة الأشخاص الذين كانوا قريبين منها والأماكن التي تنقلت بينها وتنقل القارئ إلى عالم أحلامها التي تحقق جزء بسيط منها وبقي الجزء الأكبر عالم الخيال والأمنيات.
وبين الحين والآخر تزين هذه القصص الشخصية التي ترويها البطلة مقاطع نثرية بديعة ينتقل فيها التركيز من حياة الشخصية الرئيسية في القصة إلى حياة شخصيات أخرى.
يمكن القول باختصار إن هذه القصص تتحدث عن الانتماء الفكري للإنسان المعاصر وإلى أي حد نحن مستعدون للتضحية للحصول على إحساس حقيقي بذلك الانتماء.
القصة الأولى في هذه المجموعة تبدأ بالصورة التالية «منذ 10 أو 11 سنة تقريبا، عندما كنت وسط إجراءات الطلاق من رجل كنت لا أزال أحبه، ركبت القطار وتوجهت إلى المدينة».
ومن هذه النقطة، تنقل بطلة الرواية القارئ من مكان إلى آخر، وفي كل مرة تقدم وصفا بديعا ودقيقا للأماكن التي تزورها، بحيث يضفي وصفها الحساس على تلك الأماكن سحرا قد لا يلاحظه كل الزوار.
جميع الحكايات التي في هذه المجموعة القصصية حزينة. والد يترك ابنته مع جارته وينتقل إلى مدينة أخرى، أم تلتقي مصادفة مع زوجها السابق الذي تسبب بموت ابنتهما في حادث سير لأنه كان يقود السيارة وهو تحت تأثير الكحول، فتاة صغيرة تتعرض للاختطاف من روضة للأطفال ولم يرها أحد بعد ذلك مطلقا.
كثير من الحكايات يثير الخوف
شاب يغادر مستشفى الأمراض العقلية ويكتشف أن الجزيرة التي تحوي بيته قد اختفت من الخريطة.
الكاتبة سارا ماجكا بارعة في رسم الصور بوضوح مميز وسط الاضطرابات العاطفية لشخصيات القصة.
هناك طفل في مستشفى الأمراض العقلية «جرح معصميه بمنشار والده واستلقى على الأرض وهو يراقب نشارة الخشب وهي تتحول إلى اللون الأحمر إلى أن فتح أحدهم الباب»، وهي مبدعة في وصفها للأشخاص والأماكن المهجورة والمهملة.
والدة الطفلة التي ماتت في حادث السير الذي تسبب به الزوج أهملت كل مباهج الحياة وتحولت إلى «امرأة تفتقر إلى الأنوثة، لكنها ليست صلبة في داخلها» لأن الحياة لم يعد فيها ما يثير الاهتمام بالنسبة إليها.
في حكاية أخرى، تضع بطلة الرواية خطة للسفر إلى الأماكن التي توزع الطعام على الفقراء في شتى أنحاء البلد لتتحدث إلى الفقراء وتتعرف إليهم عن قرب.
في إحدى المدن، تزور معرضا فنيا يتحدث عن الفقراء، تتأثر بقصصهم كثيرا، لكنها تعتقد أن الرسامين يستغلون الفقراء لتحقيق غاياتهم الشخصية: هم يرسمون معاناة الفقراء ليبيعوها في شكل لوحات فنية.
هذه القصص تكشف بكثير من المرح الممزوج بحزن عميق كيف يعيش كثير من الناس في أماكن لا يعرفونها بشكل جيد، ولذلك يجدون صعوبة في الانتماء إليها.
سارا ماجكا
خريجة قسم الكتابة في جامعة ماساتشوسيتس، وهي تعيش فيىمقاطعة كوينز في نيويورك مع ابنها.
«مدن لم أسكن فيها مطلقا» هو أول كتاب تنشره.