أحمد الهلالي

جمر الإعلام على خدود الطائف!

الجمعة - 13 يناير 2017

Fri - 13 Jan 2017

مدينة الملوك، ومدينة السلام العربية، وعاصمة المصايف، ومدينة الورد، وبوابة مكة الشرقية، محضن سوق عكاظ، ومهرجان الورد، وحاضنة أول مهرجان للشعر الخليجي، وغيرها الكثير، هي الطائف يا سادة، الغنية عن التعريف بعمقها التاريخي، وحضورها الوطني والخليجي والعربي، لكنها تعاني (إعلاميا).



تعاني الطائف على صعيد تجهيزات الإعلام الرسمي أنها لا تملك عربة نقل تلفزيوني (واحدة)، تخيلوا؟ رغم زخم الفعاليات المستمرة فيها إلا أنها كذلك، وحول هذا أتذكر معاناتي والزملاء في تلفزيون الطائف في مهرجان الشعر الخليجي الأول، إذ كانت اتصالات التنسيق لنقل الضيف من (الهدا) مقر المهرجان إلى الطائف تستغرق وقتا طويلا من الترتيب، والإخوة في التلفزيون مطالبون بمواد إعلامية باستمرار على الهواء، لكنهم لا يملكون عربة نقل لتجهيز الاستوديو في الفندق، فكان الضغط رهيبا جدا، علينا وعليهم وعلى الضيوف، والمفارقة أن وزارة الثقافة والإعلام هي منظّم المهرجان.



ما يزال تلفزيون الطائف يستنجد بتلفزيون مكة، وعربتهم المعطلة، وسيظل الوضع هكذا ما لم يقتنع مسؤولو الهيئة العامة للتلفزيون ووزارة الثقافة والإعلام بأهمية ذلك، وأنا متأكد أنهم مهتمون لكن كثرة المشاغل وربما النسيان، هما السبب في تأخرهم عن تزويد فرع التلفزيون بالتقنيات الحديثة اللازمة لتغطية فعاليات مدينة الورد المستمرة.



أما معاناة الطائف على صعيد الإعلام العام، فتأتي من بعض إعلامييه (الهواة) أو إعلامييه (العُتَقيّة)، فبعض الهواة لا يزال مقتنعا أن الناس لا تقرأ ولا تهتم إلا للأخبار المثيرة ولا أخبار مثيرة ـ في نظره ـ كأخبار مشاكل الناس، فكان أقصر الطرق لها (مركز الشرطة/ ومركز الهيئة) ولكل صحافي عيونه الخاصة هناك، أو يكتفي بتلقّط الأخبار من برامج التواصل الاجتماعي وبثها دون تثبت أحيانا وهذا ما فعله أحدهم مرة من صفحتي (شخصيا) على الفيس بوك، أما (بعض) العتقية فهمّه تصفية حساباته مع الجهات، واستخدام سوط الإعلام مع كل شخصية أو جهة لا تحقق مآربه، فمصير أخبارها البيضاء الإهمال والبتر، وهذا أفضلهم، أما غيره فربما يبعث عيونه للبحث عن أبسط خلل ليكون (المانشيت) الذي يعرضه للعالم، والعكس تماما حين يحصل على مآربه، فلا بأس أن يغض الطرف عن أكبر خلل ما دام سيره (مدهونا) وأمور سعادته (ماشية).



من المؤلم أن تتقلب (أميرة الورد) على جمر الإعلام بهذه الكيفية، بين إهمال الإعلام الرسمي، وضعف المهنية في الإعلام العام، وقد أصبح السؤال (وش صار عندكم في الطائف) حاضرا في كل مناسبة يحضرها أبناء الطائف خارجها، وليتهم يعلمون كم يؤلم عشاقها هذا السؤال!



أستغفر الله أن أدعو إلى تلميع صورة الطائف وجهاتها بما لا تستحقه، من باب الماكياج الزائف، لكن الكثير مما ينشر لا يضيف لمعلومات البشرية ذرة فائدة، ولا طائل من ورائه إلا التشويه، فأضعافه يحدث في المدن الكبرى، لكنه يظل في سياقه البشري الصحيح، والطائف وأهلها أجمل بكثير من كثير ينشر دون تروٍّ، ولا مهنية ولا رأي سديد.



[email protected]