لماذا بث الشائعات والمخاوف؟

الخميس - 12 يناير 2017

Thu - 12 Jan 2017

بعد إعلان السعودية ميزانية 2017، وآثار رفع الدعم، والرسوم، انطلق الكثير في ركب محللي الاقتصاد ونظرتهم الخاصة على ما ستؤول له الأوضاع الاقتصادية بالوطن.



ورغم كثرة التنبؤات التي اكتظت بها مواقع التواصل الاجتماعي، وعقد عدة لقاءات مع خبراء الاقتصاد، وتصريحاتهم التي احتوت القلق أمام تحديات اقتصادية تواجه أطرافا عدة، أهمها المواطن ومحدودو الدخل تحديدا، إلا أن إعلان الميزانية كان واضحا للكل، فالانضباط أمام هذا العجز يعيد ترتيب الأمور إلى نصابها الصحيح، والتي تنطلق منها رؤية 2030، فمع إنشاء برنامج حساب المواطن الجديد الذي يساعد في تحقيق الدعم للمواطن المستحق الذي تنطبق عليه الشروط الواضحة يؤول إلى تخفيف عبء مستلزمات الحياة اليومية.



وأتمنى أن يختلف عن برنامج حافز من حيث آليته التي سيتم اتباعها، ففي برنامج حافز لا أحد ينكر أن فكرته خلاقة، وإنسانية، والتي تتمثل في دعم العاطلين والباحثين عن العمل، لكن آليته واشتراطاته أساءت إليه.



كلنا أمل أن يخدم هذا البرنامج المواطن ويساعده ويقدم له نتائج مرضية، ما سينعكس إيجابا عليه ويخفف وتيرة المتغيرات الاقتصادية المناطة بتحديات وعمل دؤوب من الكل في سبيل إنجاح رؤية 2030.



هذه المرحلة الانتقالية ذات التجديد والابتكار والتي كانت محل أنظار المراقبين للمشهد الاقتصادي السعودي أمام زخم من التحليلات والحلول التي تسعى لها الدولة، والتي من شأنها متابعة الخطة الاقتصادية الجديدة والتحول الذي ينعكس إيجابا على اقتصاد الوطن ومشاريعه.



وما بين هذه التحولات والتوقعات من قبل البعض حاول بعض الاقتصاديين بيع السراب ونشر القلق والترقب والوهم من خلال دراساتهم الهادفين من خلالها إلى خلق الشهرة والبروز تحت أضواء الإعلام، كما حاولت الحسابات السوداء والمؤدلجة بث الشائعات أمام المواطن وهز روح الوطنية التي يتميز بها وإيمان المجتمع ورغبته بالمشاركة في التعبير عما يعزز مستقبل هذا الوطن وتفعيل دوره في تأسيس حاضرهم وسلك طريق التغيير الذي بدوره هو علامة فارقة بالاقتصاد المحلي.



مع أني أستغرب هذا التوجس من البعض من انتقاد المتغيرات الاقتصادية المستجدة بين الحين والآخر، فمن السذاجة أن يربط انتقاد أو تعليق ويوصف أو يربط بضعف الوطنية.



فالحملات التي تواجه هذا الوطن كثيرة أمام حدة الصراعات ودناءة أعداء الوطن في هز صور التكاتف المجتمعي مع الدولة.



إن تقنين تزايد الوافدين حل مهم وصائب بشكل كبير كونه مؤثرا مباشرا على مقدرات هذا البلد الذي هو أولى بها، فتقنين العمالة الوافدة بلا شك يساهم في إنعاش الاقتصاد وخلق فرص العمل أمام شباب الوطن الخريجين، ولا أعلم لماذا هذه النظرة المجحفة من قبل مترفي هذا البلد للشاب الذي أثبت نفسه في السعودة التي كانت خير برهان لتحطيم الصورة النمطية التي رسمها البعض في القطاع الخاص.



لقد استشعرنا رؤية 2030 والتي كانت أرضا خصبة لبث الشائعات والتحليلات التي خالف بعضها الصواب.