عبدالإله الجبل

في سلم الطائرة!

الاثنين - 09 يناير 2017

Mon - 09 Jan 2017

المطار هو واجهة الدولة والانطباع الأول الذي يدوم، لكن بعض التجارب السيئة تجعلها ذات طابع سيئ. وتكرار السلبيات يدفعنا لسيل من الانتقادات والمقارنات عند أول نقاش حول مطاراتنا والمقارنة بينها وبين مطارات الدول الأخرى! هل يعقل أن كل المنتقدين كانوا على نفس الرحلة؟ وعلى نفس السلم الذي بكينا عليه غصبا.. قطعا لا، وهذا دليل على تكرار التجارب السيئة.



للأسف، ما زالت الخدمات دون المستوى المأمول، وليست وليدة اللحظة، فمعاناتنا منذ سنوات تتمثل في سوء التنظيم الإداري والتنظيمي، حيث يشتكي المسافرون من غلاء الأسعار، إلى جانب عدم وجود حجوزات للسفر، ناهيك عن النظام القديم، إذ تفاجأ في مطار الرياض مثلا، عندما يقلك الباص وأنت وحظك إن لم تجد مقعدا فليس أمامك إلا خيار أن (تتشعبط) واقفا، محاولا المحافظة على توازنك حتى تصل آمنا إلى الطائرة.



بالمناسبة نحن لا نملك أرصفة للمشاة، والأرصفة لدينا تغتال باللافتات والإعلانات، ولا نستطيع حتى المشي عليها، ولا نملك وسائل نقل كالقطارات والمترو التي تختصر المسافات، لا نملك إلا السيارة والطائرة.. فمساحة دولتنا شاسعة وتعد أكبر دولة بالشرق الأوسط، إذ تبلغ مساحتها حوالي مليوني كيلومتر مربع، أغلبها صحراء قاحلة لا حياة عليها. وبطبيعة الحال لا أتكلم عن شح الأراضي مقارنة بالمساحة، لأنها موضوع مبك ومحزن، ولكن ما أود الحديث عنه هو ما جاء في هذه الصحيفة الغراء أن شركات الطيران بدأت مع مطلع العام الجديد 2017 تطبيق المرحلة الثانية من تحرير أسعار تذاكر الرحلات الداخلية، وذلك برفع السعر 10% على سعر التذاكر في المرحلة الأولى، والذي طبق مطلع العام الماضي، بزيادة مماثلة، مما يعني أن زيادة أسعار تذاكر الطيران الداخلية تخطت حاجز الـ20% حتى الآن.



ويسمح القرار لشركات الطيران بزيادة سعر التذكرة حتى 80% على سقف السعر المحدث في حال وصول أشغال المقاعد في الطائرة إلى 70%، وسيكون الرفع إلى 30% في عام 2018 ، ومن ثم تحرر الأسعار بالكامل في 2019م.



وجاء أيضا مقارنة الأسعار، إذ إن التذاكر الداخلية أعلى بكثير من الخارجية، فجاءت المقارنة كارثية، لذا نتطلع إلى عدم إلقاء اللوم علينا مقابل المساحة الكبيرة، فغير منطقي أن السفر بين مدننا الغالية يكون أغلى من الخارج!



حقيقة، أتمنى الاستعجال بجلب مشغلين جدد لتكون المنافسة قوية لتقديم خدمات وأسعار تنافسية، فالأجواء مشمسة لا تصلح حتى لركوب الخيل!