مانع اليامي

من سواليف قهوة الضحى إلى مواقع التواصل

الاثنين - 09 يناير 2017

Mon - 09 Jan 2017

كانت مجالس قهوة الضحى ـ كما يسميها العوام في ماضي الوقت ـ مصدر نقل الشائعات أو الأخبار التجسسية القابلة للتداول، كما يطيب للبعض توصيفها. عموما الشائعة في الغالب مجهولة المصدر وتتشكل من الأخبار الملفقة بعدائية، أو المحسنة بحقد للمساس بسمعة الآخرين أو إنشاء الخصومات بينهم، وما إلى ذلك.



ويبقى الاختلاف بين شائعات الأمس واليوم يدور حول الناقل، فيما مضى كان بالإمكان تتبع المصدر بشكل أو بآخر ومعرفة مقاصده، لأن الشائعة في الغالب تدور في فلك الإساءة للآخرين أو الحط من قدر البعض بتلفيق التهم مثلا، وهنا يمكن تبريد الشائعة مع مرور الوقت. اليوم الوضع اختلف وأصبح للشائعات أهداف وغايات تتجاوز حدودها في السابق، ولا ريب أن وسائل النقل السريعة المتمثلة في مواقع التواصل الاجتماعي تستطيع غزو الأفكار والتأثير في النفسيات، عطفا على ما تحظى به من تفاعل جماهيري لا يستبعد أن يشترك فيه المتعلم وصاحب الرأي لأهداف عدائية مثلا، فكما هو متعارف عليه الشائعة أداة حرب نفسية وتصنف في الغالب بالمؤثرة.



عموما، سبق أن تطرقت إلى هذه القضية غير أن توسعها بصياغات تجعلها محل القبول والتصديق أعادني إلى الكتابة عنها ثانية، فليت وعسى أن نلفت النظر إلى سوء عوراتها.



والجدير بالذكر في كل الأحوال أن ثمة حكمة رائجة تشرق عبر الأرض وتغرب، مفادها أن الحاقد يؤلف الإشاعة، والأحمق ينشرها، والغبي يصدقها، فيا هل ترى هذا النشر المكثف والتفاعل الواسع يؤشر على توسع رقعة الحماقة والغباء في المجتمعات المعاصرة؟ أترك إجابة هذا السؤال لأهل الاختصاص ولا أزيد.



ختاما، لم يعد بوسع أحد من العقلاء على الأقل أن يتجاهل حقيقة تنوع الشائعات ورواجها بقوة، وفي المقابل لا يمكن أن تؤخذ المسألة على أنها لتسديد الفراغ أو التسلية. صحيح أن في عموم الأمر مجالا لتنفس الحقد أو الحسد للنيل من أشخاص بعينهم، غير أن الأهم والأكثر صحة أن ثمة إشاعات لا يستبعد أن تكون موجهة للمساس بأمن الوطن أو سيادة الدولة، هنا لا بد للشائعة إلا أن تكون مفصلة على مقاييس إحداث الفوضى أو الفتنة.



باختصار، الأصل في الإشاعة الحقد، وهي أداة حربية كثيرا ما تتجه إلى مربع هز ثقة الناس في دولهم عبر أخبار ملفقة. احذروا الشائعات وواجهوها.. وبكم يتجدد اللقاء.



[email protected]