عبدالله المزهر

عريفان.. كانا هما البلد!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الأحد - 08 يناير 2017

Sun - 08 Jan 2017

وجبران يواجه الموت دفاعا عن الحياة، ونادر يساهم في بيئة أكثر نظافة بعد أن يزيل عن الحياة بعض الملوثات كانت مساحة التفاؤل تزيد.



كثيرون ـ وأنا أحدهم ـ أعجبتهم شجاعة البطلين، ورأوا فيها أمرا لا يتاح لكل أحد، لكن الوجه الآخر للحقيقة أن جبران العواجي ونادر الشراري ليسا الوحيدين، وليسا حالة نادرة الحدوث، فهذا عمل شبه يومي يقوم به رجال الأمن فيواجهون الموت ويتعاملون مع أعداء الحياة من دواعش البغدادي ودواعش خامنئي، ومهربي المخدرات والقتلة من كل صنف ولون.



لكن الجديد في هذه الحادثة هو أنه تم توثيقها، ورأينا بأعيننا حادثة بتفاصيلها، رأينا الإجرام والخسة ورأينا الشجاعة والإقدام في مشهد واحد، رأينا كل القصص التي كانت تروى ولا يراها أحد.



أحد أبطال هذه الحادثة هي الفتاة التي وثقت الحدث، كانت شجاعة بما يكفي لتوثيق رسالة إلى كل الدواعش بكافة أصنافهم.

في صوت الفتاة ورعشة يدها وكلماتها التي قالتها أثناء تصويرها الحدث رسالة ـ إن كان هناك من يفهم ـ تقول باختصار: أنتم مكروهون من الله والناس والحكومة والشوارع والطرقات والأشجار والإسفلت وحجارة الرصيف، ستعيشون مختبئين كفئران ثم تموتون كسابقيكم إلى اللعنات، يلعنكم الناس أحياء ويلعنونكم بعد موتكم.



والدعشنة بالدعشنة تُذكر، فإن الهالك الذي قتل في مواجهة الياسمين يقال أنه أحد المفرج عنهم بعد خضوعه للمناصحة، والحقيقة أن الحكومة يمكن لومها على أشياء أخرى، لكنها لا تلام في هذا الأمر، لأنه لا يمكن احتجاز شخص للأبد لمجرد أنه يحمل بعض الأفكار وقبل أن يرتكب أي جرائم. ومع الملاحظات والمآخذ على برنامج المناصحة إلا أن نتائجه الإيجابية أكثر من السلبية، والذين انتكسوا أقل بكثير ممن لم يفعلوا.



وعلى أي حال..

شكرا للفتاة الشجاعة التي صورت الحدث، وشكرا لنادر وجبران اللذين برا بقسمهما حين أقسما أن يكونا حاميين للحياة، ولأنهما في لحظة الحق كانا على قدر المسؤولية، لم يفكرا في علاوات ولا بدلات ذهبت مع الريح، وكانا همهما البلد!



[email protected]