ارتفاع رسوم الحضانات يدفع بأطفال الموظفات للسوق السوداء

أدى غياب تعريف معنى رسوم ميسرة في الضوابط التنظيمية لمراكز ضيافة الأطفال الأهلية، إضافة إلى غياب تحديد الرسوم في الضوابط الخاصة بوزارة التربية والتعليم لعمل الحضانات المرفقة بالمدارس الأهلية ورياض الأطفال، إلى ارتفاع أسعار رسومها بشكل غير متوقع، ما دفع الأمهات وخاصة العاملات إلى اللجوء لحضانات المنازل غير المرخصة، أو ترك أطفالهن في أحضان العاملات المنزليات.

الأكثر تأثرا

وتبدو الأمهات العاملات في القطاع الخاص وطالبات الجامعة هن الأكثر تأثرا بغلاء أسعار الحضانات، وقالت هلا عبدالله (أم لطفلين وطالبة دراسات عليا) إن قلة الحضانات في الأحياء المجاورة وارتفاع الأسعار دفعني للاستعانة بحضانة منزلية تديرها امرأة عربية وتساعدها عاملة فلبينية، وطلبت مني 500 ريال شهريا مقابل كل طفل، وبعد فترة لاحظت على طفلتي أنها تخاف من الغرباء وترفض أن يقترب أي شخص من أخيها، وعند ذهابي إلى الحضانة اكتشفت سبب خوفها، إذ وجدت صاحبة الحضانة تصرخ في الأطفال وتهددهم بالحبس.

يأس وحيرة

فيما انتاب سماح الصويان اليأس بعد محاولتها إيجاد حضانة لابنها، إذ أشارت إلى أن الأسعار غير معقولة، فكيف لحضانة أن تطلب 26 ألف ريال كرسوم سنوية، في حين أن بعض الحضانات تطلب مبلغا شهريا يفوق 2500 ريال.

ووصل اليأس بسماح للتفكير في افتتاح حضانة، غير أن العقبات التي واجهتها منعت حصولها على ترخيص وتمويل، مؤكدة أن وزارة التربية والتعليم لم تناقشها في الرسوم التي ستطلبها ممن سيلتحقون بحضانتها وتركت المجال مفتوحا، ما جعلها تقع في حيرة من طريقة استخراج تصريح من وزارة التربية والتعليم أم من الشؤون الاجتماعية، خاصة وأن الحضانات التابعة لوزارة التربية والتعليم يمنع استخدامها بعد الثانية مساء.

مبالغة

وعبرت هدى عبدالرحمن (أم لطفل وموظفة في القطاع الخاص) عن استيائها من عدم تحديد الأسعار أو نوع الخدمات المقدمة، مشيرة إلى أن إحدى الحضانات المعروفة (شمال الرياض) تبالغ في رسومها وتطلب مقابل 7 ساعات 25 ألف ريال في العام، بينما فاق رسوم حضانات أخرى ثلاثة آلاف ريال شهريا.

وقالت هدى إن الحضانات الملحقة بالمدارس ليس لديها تصريح لفتح أبوابها بعد الساعة الثانية ظهرا، ولكن بعضها يعمل بعيدا عن الرقابة، إلا أن إدارات تلك المدارس ترفع رسومها، فيما تكون خدمات الحضانات الأقل سعرا هي الأدنى مستوى كما أنها لا توفر وجبات للأطفال.

تدني المستوى

وروت شهد عبدالعزيز (أم لطفلتين) رحلتها للبحث عن حضانة، إذ إنها تعمل في القطاع الخاص لمدة ثماني ساعات، ووضعت طفلتيها في حضانة منزلية، إلا أن مستواها كان متدنيا والأطفال يجلسون في شقة تفتقد للنظافة، كما أن العاملات غير مؤهلات ومن جنسيات مختلفة، ولا يوجد إشراف من صاحبة الحضانة، إضافة إلى أن عدد الأطفال تجاوز 30 طفلا في شقة صغيرة، وتشرف عليهم ثلاث حاضنات فقط يتناوبن فيما بينهن.

سوء تعامل

وأضافت شهد: بحثت عن حضانة مرخصة في حي قريب من سكني فلم أجد، واضطررت لإلحاقهما بحضانة قريبة من عملي، وخلال زيارة مفاجئة للحضانة اكتشفت سوء تعامل المعلمات والعاملات مع الأطفال، ووجدتهن يجبرنهم على النوم في ساعة معينة، متجاهلات الفروقات بين أعمارهم ونشاطهم، كما أن الرسوم زادت عن 14 ألفا سنويا، وعندها قررت الاكتفاء بإبقاء طفلتي مع العاملة في المنزل، بدلا من متاهة البحث عن حضانة أخرى.

- 500  ريال شهريا حضانات المنازل غير المرخصة

- 2000 ريال شهريا حضانة مستقلة

- 14 ألف ريال سنويا الحضانات التابعة لمدارسالتعليم الأهلي.