أسامة يماني

مرض الفصام.. الشيزوفرينيا

السبت - 07 يناير 2017

Sat - 07 Jan 2017

العلاج الحواري أو محاولات الإقناع مع مريض الفصام لا تجدي نفعا؛ لأن مريض الفصام يعاني من خلل في المنطق، ويعاني من الضلالات، وهي أفكار خاطئة ثابتة لديه لا تتغير بالإقناع.. لذلك يرى أهل الاختصاص أنه لا بد من العلاج الدوائي بالعقاقير. وقد اخترت هذا المرض - حفظنا وحفظكم المولى منه - لتوضيح صورة أصحاب الفكر الضال الذين تصل بهم الحالة الضلالية لقتل والديهم وأقرب الناس إليهم، لذلك لا يجدي معهم أي حوار، هؤلاء ليسوا مجانين ولكنهم مرضى، كان الأولى بهم أن يخضعوا لعلاج طبي.



ويدخل في نطاق مرضى الشيزوفرينيا أو الفصام أغلب المعجبين بالرموز الأجنبية من أصحاب الشعارات الدينية التي يرفعونها لأهداف سياسية، ذلك للخلل الذي أصاب منطقهم فهم يناصرون الليبرالي الأجنبي، ويحاربون ويعادون مواطنا ليبراليا، كما أنهم في حقيقة الأمر متناقضون عندما لا يرضون لأنفسهم ما يرضونه لغيرهم، ولا يرضون لأولادهم ما يرضونه لأولاد الآخرين. وعلى أية حال إذا رغب المرء أن يقيس هذا المرض النفسي فعليه النظر لمقدار التناقض الذي يعيش فيه. مع أنه ولا شك أن المصابين بهذا الداء لا يمكنهم أن يعرفوا مدى سوء حالتهم، خاصة في المراحل المتوسطة والمتأخرة. والمقياس كما أشرت هو مقدار التناقض الذي يعيشه المرء.



الحادث الإرهابي الشنيع الذي حدث في رأس السنة في إسطنبول وراح ضحيته شهداء أبرياء فاضت أرواحهم إلى بارئهم - ونسأل المولى لهم أن يسكنهم فسيح جناته وأن يلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان وأن يخفف عنهم مصابهم الجلل الذي هز وزلزل مشاعر كل الطيبين من أبناء هذا البلد - للأسف الشديد أظهر لنا بعض الناس المصابين بداء الشيزوفرينيا، من الذين جعلوا أنفسهم قضاة، وهم مليئون بالتناقض والعيوب، ويكفيهم عيبا أن يقولوا ويحكموا فيما لا يعلمون. لأنه عندما يفقد الإنسان الإحساس بالآخرين فإن ذلك يعني أنه يعاني من خلل كبير يصعب علاجه بالحوار والإقناع. لقد صدمت من هؤلاء الذين يسمحون لأنفسهم وضع صور المصابين الأبرياء في مواقع التواصل الاجتماعي، ويعملون على تداول صور مؤلمة وقاسية على كل إنسان. مما يجعل المرء يسأل أين الإنسانية وأين الأخلاق والرادع الديني وأين الحياء والإحساس والمشاعر الطيبة؟ ولا يجد جوابا غير قول المتنبي «لكل داء دواء يستطاب به..... إلا الحماقة أعيت من يداويها». والحماقة والجهل في التفكير هما نوع من مرض الفصام.



بعض الصحف وقعت أيضا في الخطأ ولم تتحر الصدق والمصداقية في نقل الخبر الأليم فموقع الحادث الأليم ليس بملهى ليلي كما ادعت بعض وسائل الإعلام بل هو من أرقى المطاعم والمعالم السياحية المطلة على البوسفور. وعلى العموم على الآباء والأمهات متابعة سلوك أبنائهم المراهقين والصغار واستشارة الأطباء المتخصصين في حالة ملاحظة أي خلل في المنطق أو عند اعتناق الطفل أو المراهق أفكارا خاطئة ثابتة لديه لا تتغير بالإقناع.



أسامة يماني - مستشار قانوني

@osamayamani