يوم في ذاكرتي من داخل بيت الحكمة

السبت - 07 يناير 2017

Sat - 07 Jan 2017

تلقيت دعوة كريمة لحضور برنامج بيت الحكمة عبر قناة بداية، كانت تخالجني بعض الظنون كيف ستكون نظرتي لهذا البرنامج عن قرب ومن داخل بيت الحكمة، فبكل تأكيد ليس من سمع كمثل من شاهد وعاش الحدث، والأسئلة في مخيلتي تدور كيف أستطيع أن أحكم قبضتي الإعلامية على برنامج مثل هذا البرنامج الذي غير مسار الإعلام بالواقعية والعقلية التي نجحت بكل اقتدار وامتياز في إداراته، وأعطى مسارا لتصحيح المسار الفضائي والإنتاج البرامجي، حينما وطئت قدماي مكان التصوير حاولت أن أمارس الخبث والدهاء الإعلامي.



على الرغم من الازدحام، كان لدي دافعية المشاعر ولكن يوقفني قلق المحاولة، حانت ساعة الصفر التقيت بالآباء المشاركين في البرنامج، وهي المرة الأولى التي ألتقيهم وجها لوجه، حدثتهم كصحفي وجدت عندهم ما لا تجده عند أهل الصحافة، فهم مطلعون على كل جوانبها ويعرفون خفايا الهم الإعلامي، وحقيقة الرسالة الصحافية والتي نحملها ونريد إيصالها بحذافيرها، بل كانوا يقولون وبصوت واحد نحيي الصحفي وحرصه على مهنيته ونزاهته بعيدا عن الإثارة.



ومن داخل بيت الحكمة وجدت معد ومقدم البرنامج الأستاذ فواز الحارثي يتمتع بروح قيادية متميزة برؤية واضحة، وقبل ذلك إداراته لبرنامج كبير مثل بيت الحكمة بكل واقعية وعفوية بعيدا عن النرجسية والتصنع، وجدت في بيت الحكمة الكرم وخبرات السنين من قبل هؤلاء الآباء في قالب جميل يبعث روح التفاؤل في حياة جميلة بسيطة معطرة بذكر الله، وعلى الرغم من كبر سنهم إلا أنهم للإبداع حكاية، فمثلا كل واحد من هؤلاء الآباء له صفته وسمته التي تميز بها وأسعد الملايين خلف الشاشة، فمثلا تجد في العم أبو سيف رجل الكشافة، مجرد ما يشدو بشيلة علام القلب يا سالم بصوته الجميل الممزوج بعمق الماضي تجد الجميع فرحا مسرورا مستبشرا برونق الحياة وجمالها، وكأنه طير أطلق جناحيه للريح مع إطلالة صباح يوم جميل.



وحينما تريد القصص الجميلة والتوجيهات السديدة والنصح والإرشاد والحكم والمثل مضربا لها تجده عند العم أبو صالح نايف الحربي، وحينما تريد الوفاء فمن غير العم أبو رشيد له والذي ما زال وافيا لزوجته المتوفاة من سنوات عدة، إلا أنه يدعو لها في كل وقت وزمان ومكان ضاربا بالوفاء أروع الأمثلة، أما العم أبو حمود فهذا حكاية أخرى مع التميز، وتكفي ابتسامته الجميلة، أما البحر العم أمين ابن الحجاز فهو مثل البحر فلا شيء يعادل جماله وروحه وسحره.



وفي الختام، أقول لكل عمل مهندس، ومهندس هذا البرنامج هو فواز الحارثي، فشكرا للجميع من الأعماق، وزيارتي لبيت الحكمة سوف تظل في ذاكرتي طويلا.