مانع اليامي

أنت أبوها وسمها

السبت - 07 يناير 2017

Sat - 07 Jan 2017

من يوم إلى آخر وعلى خلفية ما يجود به مسار الحياة العامة من ملاحظات ومواقف يتوسع الحوار العام حول ضلوع بعض أبناء وبنات الوطن في الإساءة إلى سمعة الوطن في الخارج، إما بتصرفات عامة لا تتفق مع ضوابط السكينة العامة، أو بتجاوز حدود الأنظمة الرسمية المرعية، ومن الإنصاف في كل الأحوال أن نذكر وبصوت مرتفع أن الغالبية أهل لتمثيل الوطن أينما حلوا.



هذا المدخل توطئة للحديث عن الجانب المهم على المستوى الداخلي، حيث يسيء بعض أبناء الوطن لمسقط رأسه، أي مكان نشأته ومحل إقامة آبائه وأجداده، وهذا الأمر لا شك ينسحب على محيطه الاجتماعي ويلونه بصبغة باهتة في عيون المجتمع الكبير، ومن الصعب زوال الصبغة من الذهنية العامة في وقت قصير أو تحت حرارة محاولات عابرة لتحسين الصورة.



في عموم القول، المسألة ليست محصورة في إفراط هذا أو ذاك في ممارسة السلوكيات المهزوزة أو لنقل غير السوية، فثمة أنظمة وقوانين محلية يدها طويلة لضبط الحركة في هذا المجال، أيضا عين المجتمع واسعة تلقط كل شاردة وواردة حينما يرتبط الأمر بمسائل السلوكيات، هذا ليس اتهاما للمجتمع، بل إشارة إلى نشاطه المحمود ولا أقول غالبا على أساس أن الإفراط في النشاط مثل الاجتهاد في غير محله يتحول تلقائيا إلى سلوك خاطئ مضر بالمصلحة العامة ومضاد لها لتوسعها.



ما أريد الوصول إليه باختصار هو أن للانتماء المناطقي الضيق، مثلما للتنوع المذهبي المحصور في المسارات المتنافرة، مهددات ساخنة وعيوبا لا تعد ولا تحصى، ليس في سوء نتائجها على اللحمة الوطنية فحسب، بل على مستوى ما يمكن أن تصدره من إساءات تمس الاستقرار بمعناه الشامل.



في السياق، يبقى رأيي أن أعلى مستوى للخطورة يكمن في انسحاب القضية بشقيها أو أحدهما على مجال العمل - العام أو الأهلي، فلا إساءة يمكن أن يجرها الإنسان لنفسه ولمجتمعه أو مذهبه وقبل هذا وطنه، أكبر من خضوعه لإملاءات المناطقية والتصرف في حدود مفهومها الرديء عبر مجال الوظيفة العامة لتهميش الغير أو التضييق عليهم، وهذا يهون أمام خفض مستوى العدالة الاجتماعية لتضييع حقوق الناس، الأمر نفسه وأسوأ حينما يحول المركز الوظيفي إلى حفرة مذهبية يطل برأسه منها كلما لاحت الفرصة لترحيل العدالة الاجتماعية على ظهر الانحياز الفئوي البغيض. أترك المجال لكم للتأمل والتفكير، ولمن على رؤوسهم بطحاء لجرد العهدة، وبكم يتجدد اللقاء.



[email protected]