إدمان الوهم اللذيذ!
سنابل موقوتة
سنابل موقوتة
الثلاثاء - 03 يناير 2017
Tue - 03 Jan 2017
الفخر بالمنجزات أمر لا خلاف حوله ولا يتناطح حوله أي مخلوقين، من الطبيعي والمنطقي والبدهي أن يفتخر الإنسان بمنجزاته مهما كانت صغيرة أو لا معنى لها.
بل إن الاعتزاز بالمنجزات مهما كانت صغيرة يدل على ثقة بالنفس، ورغبة في سير خطوات أكثر إلى الأمام والبحث عن أهداف أعلى.
كل هذا لا خلاف عليه، لكن الفخر بمنجزات غير حقيقية والاعتزاز بأشياء لم تحدث أمر يمكن تصنيفه في أفضل افتراضات حسن النية على أنه «تدليس».
حين تقرأ منجزات الطلاب المبتعثين في الخارج فإنك تشعر بالشفقة على مرض السرطان والسكري، فقد شتت أبناؤنا في بلاد الغرب هذين المرضين وجعلوهما من الماضي. فكل المبتعثين إلا من رحم ربي قد اكتشفوا علاجا للسرطان، والتخصص غير مهم، ولن يكون غريبا أن تقرأ أن مبتعثا يدرس القانون قد اكتشف علاجا يدمر الخلايا السرطانية. وبالطبع فإن هذا ليس ذنب المبتعثين، ولكنه ذنب الإعلام الذي يتلقف أي شيء ويبيعه لأي أحد.
هذا الأمر مع تكراره يؤدي إلى أن المنجزات الحقيقية ـ إن حدثت ـ لن تؤخذ على محمل الجد ممن تشبع من قراءة المنجزات الوهمية.
«الخوارزمي الصغير» هو آخر ما توصلت إليه أخبار الزيف وبيع «الهواء»، والمؤسسات التي تسوق لهذا الوهم تتحرك بحرية وتعبث بأحلام وآمال هؤلاء الصغار الأذكياء فعلا والذين يستحقون جوائز حقيقية ودعما حقيقيا أكثر من حاجتهم لإنجازات وهمية.
وعلى أي حال..
غياب القيمة الحقيقية هو دافع البحث عن قيمة وهمية، هو ما يدفع الفاشل للبحث عن شهادة وهمية من جامعة لا وجود لها، وهو ما يجعل مؤسسات تعليمية تبحث عن مراكز في التصنيف العالمي بأي ثمن، وتغض الطرف عن جوائز هي أول من يعلم أنها غير حقيقية. هو من يدفع الثري لشراء قصائد، وهو من يدفع أحدهم للبحث عن التميز حتى برقم لوحة سيارته. والفخر بمنجزات هؤلاء لا يختلف عن فكرة المخدرات، فالمدمن يبحث عن السعادة مع أنه يعلم أنها سعادة وهمية قاتلة ومدمرة.. وكذلك مدمن الوهم.
[email protected]
بل إن الاعتزاز بالمنجزات مهما كانت صغيرة يدل على ثقة بالنفس، ورغبة في سير خطوات أكثر إلى الأمام والبحث عن أهداف أعلى.
كل هذا لا خلاف عليه، لكن الفخر بمنجزات غير حقيقية والاعتزاز بأشياء لم تحدث أمر يمكن تصنيفه في أفضل افتراضات حسن النية على أنه «تدليس».
حين تقرأ منجزات الطلاب المبتعثين في الخارج فإنك تشعر بالشفقة على مرض السرطان والسكري، فقد شتت أبناؤنا في بلاد الغرب هذين المرضين وجعلوهما من الماضي. فكل المبتعثين إلا من رحم ربي قد اكتشفوا علاجا للسرطان، والتخصص غير مهم، ولن يكون غريبا أن تقرأ أن مبتعثا يدرس القانون قد اكتشف علاجا يدمر الخلايا السرطانية. وبالطبع فإن هذا ليس ذنب المبتعثين، ولكنه ذنب الإعلام الذي يتلقف أي شيء ويبيعه لأي أحد.
هذا الأمر مع تكراره يؤدي إلى أن المنجزات الحقيقية ـ إن حدثت ـ لن تؤخذ على محمل الجد ممن تشبع من قراءة المنجزات الوهمية.
«الخوارزمي الصغير» هو آخر ما توصلت إليه أخبار الزيف وبيع «الهواء»، والمؤسسات التي تسوق لهذا الوهم تتحرك بحرية وتعبث بأحلام وآمال هؤلاء الصغار الأذكياء فعلا والذين يستحقون جوائز حقيقية ودعما حقيقيا أكثر من حاجتهم لإنجازات وهمية.
وعلى أي حال..
غياب القيمة الحقيقية هو دافع البحث عن قيمة وهمية، هو ما يدفع الفاشل للبحث عن شهادة وهمية من جامعة لا وجود لها، وهو ما يجعل مؤسسات تعليمية تبحث عن مراكز في التصنيف العالمي بأي ثمن، وتغض الطرف عن جوائز هي أول من يعلم أنها غير حقيقية. هو من يدفع الثري لشراء قصائد، وهو من يدفع أحدهم للبحث عن التميز حتى برقم لوحة سيارته. والفخر بمنجزات هؤلاء لا يختلف عن فكرة المخدرات، فالمدمن يبحث عن السعادة مع أنه يعلم أنها سعادة وهمية قاتلة ومدمرة.. وكذلك مدمن الوهم.
[email protected]