عبدالإله الجبل

كاد المعلم أن يكون «قتيلا»!

الاثنين - 02 يناير 2017

Mon - 02 Jan 2017

كاد المعلم أن يكون رسولا.. شطر من قصيدة أبدع بصياغته أمير الشعراء أحمد شوقي لأنه لم يجد أوفى وأبلغ من هذا الوصف امتنانا وعرفانا لدور المعلم في العملية التعليمية والتربوية، وبالرغم من ذلك نلاحظ بوقتنا الحالي تكرار العديد من الأحداث التي يحاول البعض فيها التقليل من مكانته التي يستحقها، وللأسف التقاعس من قبل وزارة التعليم باتخاذ الإجراءات الرادعة على المعتدين منذ بدايتها ساهم بتكرار الاعتداءات سواء لفظيا أو جسديا أو ماديا على المعلم، فالاحترام فقد، وبيئة التعليم لم تعد آمنة، فالمعلم أصبح لا يأمن على نفسه ولا على ممتلكاته.. فكم من معلم فوجئ عند خروجه من باب المدرسة بتهشيم زجاج سيارته؟ وكم من معلم فوجئ عند خروجه بتربص مجموعة مجهولة له؟ وكم من معلم فوجئ وهو بين طلابه باعتداء ولي أمر عليه؟ ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل تطور إلى بعض التصرفات اللامسؤولة من قبل بعض المراهقين بإطلاق النار والتهجم على الطلاب ومنسوبي المدرسة دون أي اعتبار.. ويبقى تساؤل المعلم الذي لم يجد له إجابة، وماذا بعد؟!



المفارقة العجيبة وبالتزامن مع حادثة الأسبوع الماضي لإطلاق طالب النار بمدرسة في تثليث، كان معلمو ومعلمات المملكة يأملون ويترقبون بعد تلك الحادثة بتصريح وعقوبات عاجلة وصارمة رادعة له ولأمثاله، لكن الذي حدث أن وزارة الصحة هي من أصدرت هذا الأسبوع لائحة بعقوبات تصل للسجن عشر سنوات أو مليون ريال كتعويض أو بالعقوبتين معا لكل من يثبت تعديه على أحد منسوبيها!



فتحويل قضايا الاعتداء والإجراءات البيروقراطية الطويلة للجهات المختصة من يتكفل بمتابعتها؟ المعلم الذي يرقد على سرير المشفى.. أم تعاميم الوزارة؟ هذا غيض من فيض، فنحن لم نتطرق بعد لمعاناة النقل ولا الغربة أو المطالبات بحقوقهم المعلقة منذ سنوات.



حقيقة، هناك حلقة مفقودة بين المعلم والوزارة، ويعقد الكثير من المعلمين والمعلمات والتربويين الآمال في كل عام على وزير التعليم بأن يسهم في إعادة الوقار والهيبة للمعلم، ويبقى الاحترام سلوكا إنسانيا مشتركا بين المعلم والمتعلم.



ونحن في الوقت الذي نطالب فيه وزارة التعليم بإعادة الوقار للمعلم نأمل من المجتمع والأسرة غرس مبادئ الاحترام وتعزيز ثقافة التقدير للمعلم.