ماذا سيشهد عالم النفط في 2017؟

الأحد - 01 يناير 2017

Sun - 01 Jan 2017

منذ أن حفر حفار النفط الأمريكي الشهير باسم الكولونيل دريك أول بئر نفطية تجارية في قرية توتسفيل في ولاية بنسلفانيا في عام 1859 حتى ديسمبر الماضي، كان النفط ولا يزال هو أهم سلعة اكتشفها الإنسان.



وعلى امتداد تاريخ النفط طيلة هذه الأعوام، شهد العالم العديد من الأحداث المرتبطة به، وكان النفط في قلب كل الأحداث العالمية وغالبية التحركات والتحالفات السياسية بدءا من الحرب العالمية الثانية إلى الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003.



وشهدت هذه السنوات أحداثا غير مسبوقة مثل تكوين مجموعة من الدول المنتجة للنفط في العالم الثالث منظمة للدفاع عن مصالحها أمام الشركات النفطية السبع التي تحكمت في هذا القطاع.



وشهد التاريخ العديد من السجال بين هذه المنظمة التي أطلق عليها اسم «أوبك» وبين باقي العالم، حيث سيطرت على صناعة النفط العالمية تارة وتراجعت تارة أخرى. وتأثرت أسعار النفط بكل الأحداث العالمية طيلة هذه السنوات صعودا وهبوطا، ووصلت إلى أعلى مستوى لها في التاريخ بالقيمة الاسمية عند 147 دولارا للبرميل.



وفي العام الماضي عادت أوبك بقوة إلى مسرح الأحداث العالمية وعقدت اتفاقا لتخفيض الإنتاج بينها وبين باقي كبار منتجي النفط خارجها بهدف إعادة الاستقرار للسوق العالمية الذي فقدته منذ عام 2014 بعد تنامي إنتاج النفط غير التقليدي وبخاصة النفط الصخري.



ولكن ماذا بعد هذا الاتفاق التاريخي؟ ماذا سيشهد عالم النفط في 2017 وماذا سيحدث للأسعار؟



مستقبل الأسعار



لنبدأ بماذا سيحدث للسوق النفطية. إذ يقول قسم أبحاث السلع والنفط في مصرف سوسيتيه جنرال الفرنسي في تقرير عن تطلعات عام 2017 اطلعت عليه «مكة» إن أسعار النفط في 2017 ستتداول بين 50 و 60 دولارا للبرميل، بعد أن أمضت جزءا كبيرا من 2016 وهي تتداول بين 40 إلى 50 دولارا للبرميل.



ويقول البنك إنه لولا اتفاق أوبك الأخير لتأخر تعافي السوق في 2017 حيث إن كل التقديرات تشير إلى أن الطلب كان سيتراجع فيما سيزداد الإنتاج من خارج أوبك، خاصة من كازاخستان والبرازيل وروسيا والولايات المتحدة.



ويتوقع المصرف أن تكون الزيادة في النمو في الطلب على النفط العام المقبل بنحو 1.26 مليون برميل يوميا، مقارنة بالزيادة التي شهدتها هذا العام بنحو 1.25 مليون برميل يوميا.



أما في جانب المعروض النفطي فإن البنك يتوقع أن يزيد إنتاج الدول من خارج أوبك في 2017 بنحو 590 ألف برميل يوميا، فيما كان إنتاج النفط في 2016 من خارج أوبك قد شهد انخفاضا بنحو 690 ألف برميل يوميا. وستأتي غالبية الزيادة في العام المقبل من حقول الولايات المتحدة التي يتوقع لها أن تنتج 250 ألف برميل يوميا زيادة عن العام الماضي.



وبالنسبة لأوبك فإن الزيادة من إمداداتها في العام المقبل ستكون بالسالب، أي أنها لن تنمو، والفضل في هذا يعود للاتفاق الذي تم إبرامه في نوفمبر. وسيهبط الإنتاج بنحو 100 ألف برميل يوميا من أوبك في 2017 في مقابل زيادة قدرها 930 ألف برميل يوميا في 2016.



أحداث مؤثرة



هذا من ناحية السوق، ولكن ماذا من ناحية الأحداث النفطية؟ ماذا قد يشهد العالم من أحداث تؤثر على حركة تاريخ النفط في 2017؟



سيرتبط العالم ككل والسوق النفطية بشكل أخص في 2017 بتولي دونالد ترامب كرسي الرئاسة في الولايات المتحدة، والذي ستنتج عنه تحولات كبيرة في قطاع الطاقة الأمريكية. فمنذ اليوم الأول كان رئيس أكبر شركة منتجة للنفط الصخري وهو هارولد هام مستشارا للطاقة لدى ترامب. وأعلن أنه سيعين ريكس تيلرسون الرئيس التنفيذي السابق لأكبر شركة نفط عالمية وهي أكسون موبيل في منصب وزير الخارجية.



هذه التعيينات وارتباط ترامب بلوبي الشركات النفطية في أمريكا يعني أن الولايات المتحدة قد تركز على أمن الطاقة مجددا، وسيعود الوقود الأحفوري لا سيما النفط للعب دور كبير في تلبية احتياجات الولايات المتحدة، بعد أن كان باراك أوباما من المناصرين للطاقة النظيفة والمتجددة على حساب الوقود الأحفوري.



وسيكون مشروع أنبوب كي ستون إكس إل من أهم نقاط التحول في قطاع النفط الأمريكي إذا ما تمت الموافقة عليه من قبل الحكومة الأمريكية. وعارض الديمقراطيون مشروع بناء هذا الأنبوب لكن الجمهوريين عازمون على المضي قدما في بنائه، وهو ما يعني أن مستقبل واردات النفط من دول الشرق الأوسط إلى الولايات المتحدة لن يكون مزهرا بشكل كبير.