مانع اليامي

لسنا فوق المجتمع.. ولا نعيش في مدينة فاضلة

السبت - 31 ديسمبر 2016

Sat - 31 Dec 2016

بعض الكتاب الأجلاء، وأيضا الكثير من العامة، يعبرون من وقت لآخر عن حسن ظنهم في أهل نجران، سواء في وسائل الإعلام المقروءة أو مواقع التواصل الاجتماعي، رأيي الذي أتمسك به أن النجرانيين يبادلون الجميع دون تمييز حسن الظن المعزز بالاحترام والتقدير.



بشكل عام، الذي يجمع أبناء وبنات الوطن ثوابت عظيمة كان العقلاء والمخلصون الأنقياء على امتداد هذا الوطن المبارك وما زالوا يغلبونها على إفرازات التفرعات، المنطق أنه يصعب لف قناعات الناس أو دفنها لتسود قناعة يتيمة أو مفروضة والأسوأ هو وضع المجتمع على الفرازة وتصنيفه بين نخب أول وخلاف ذلك من خلف الدولة، والأهم أن في تسلل الشعور بالفوقية أو المظلومية إلى الثقافة المجتمعية مصيبة كبرى، لهذا من الحكمة أن يتوق المجتمع إلى توسيع مساحة التعايش، ويعمل الجميع على تنمية اللحمة الوطنية لما تجره من منفعة عامة.



نعم ليس من المصلحة أن تتمدد ثقافة المناطقية المولدة للتصنيف، أيضا من الخطورة أن تتوارث الأجيال مشروعات النفايات الفكرية الطائفية المفتوحة على إمكانية إدخال أي من فئات المجتمع دوائر الشكوك بتذكرة دينية وأكثرها عندي ضررا تلك الناعمة الملغمة ببذور زرع الاحتقان في الحقول المنتجة للاستقرار.



عموما أستميح عذرا، كل من شرف نجران وأهلها بعبارات الثناء وكلمات التقدير، وأقول لهم يبدو أن منسوب المديح تجاوز المقبول، ولربما أن يدفع ارتفاع مستوى الإطراء ببعض المتمايلين على طبوله إلى دخول الممنوع أو الوقوع في المحذور.



في العموم، أهل نجران مثل غيرهم من السعوديين يعتزون كثيرا بتاريخهم، لكنهم تحديدا يقدمون الوفاء ولا يؤمنون بالفوقية ولا يسوقون لها، قناعات جلهم كما أفهم جيدا تصب في حقيقة واحدة هي أن مدينتهم دار سلام، لكنها ليست مدينة فاضلة تملك حق سحب البساط من تحت بقية منظومة العقد الفريد التي تشكل جغرافيا البلاد. بكل أمانة، الناس في نجران يحملون صادق الأخوة للجميع ويحلمون على الدوام بالتعايش على أساس المجتمع الواحد، هذه حقيقة، لكنها لا تمنع احتمال وجود التصرف المخالف الخجول أو الصوت الشاذ المتقطع وهذه سنة الحياة، الأهم في كل الأحوال أنهم لا يرون في ولائهم المتنامي للقيادة السياسية غير أقل الواجب المستحق من صغيرهم إلى كبيرهم.



باختصار، أهل نجران تشبعوا من المديح ووصلوا حد التخمة من الإطراء كما يظهر في قناعات الغالبية العظمى، وفي السياق لسان حالهم يقول شكرا وكفى، لسنا فوق المجتمع، نحن منه وهو منا، ولا نعيش في مدينة فاضلة، وولاؤنا للدولة حق وواجب يسير، ولن ينقطع في امتداد قيمنا تحت عنوان «الوفاء خير من الغدر، وما جزاء الإحسان إلا الإحسان».



في نهاية المطاف، قد يظهر للمراقب أنهم يتبادلون بحرارة سؤالهم المفصلي: لماذا ينقل عنا بعض من عاشوا بيننا مكرمين معززين لا يمسهم الأذى صورة ظالمة مغايرة للواقع؟ لماذا يروج البعض للمغالطات ضدنا، أليس من العدل أن تسلم عراقيبنا من العض!؟



وبكم يتجدد اللقاء.



[email protected]