من خطب الجمعة

السبت - 31 ديسمبر 2016

Sat - 31 Dec 2016

تكالب الأعداء



«قدر الله على هذه الأمة المحمدية في هذه الأزمان المتأخرة أن يتكالب عليها الأعداء من كل حدب ينسلون، ويتنادوا على خيراتها ويتكاتفوا لتمزيقها وتعويقها وتأخير نهضتها، ومن رحمة الله أنه لم يترك الأمة بدون بيان وتحذير من هؤلاء الأعداء، وهتك أستار مكرهم وكيدهم، وكان من بيان الله سبحانه أن أعداء الأمة على قسمين، هما: كفار صرحاء ظاهرة عداوتهم وبين كيدهم، وهؤلاء الكفار الصرحاء لم تعان الأمة كثيرا من التعرف عليهم واتقاء شرهم لوضوحهم وظهورهم، وإنما عانت الأمة الأمرين منذ عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وذاقت العلاقم والمرائر من النفاق وأهله الذين هم أعداء الأمة حقا، المتلونون المخادعون، الطاعنون الأمة بخناجر مسمومة في دينها وعقيدتها ووحدتها واجتماع كلمتها، المتربصون بها مكرا وكيدا وإثارة للفتن والقلاقل، ولا تزال المعاناة والمكائد منهم مستمرة حتى يخرج رأس النفاق الأكبر المسيح الدجال الأعور ومن معه من اليهود والمنافقين فيهلكهم الله على يد مسيح الهدى والحق عيسى بن مريم عليه وعلى أمه السلام، وإن النفاق الذي ذمه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم على نوعين، وهو في حقيقته وأصله يرجع إلى اختلاف حالة السر عن حالة العلانية وتغايرهما».



خالد الغامدي - الحرم المكي







زراعة الأحقاد



«صلاح النشء أعظم ذخيرة وأجل غنيمة، والتوجيه وسيلة إلى كل فضيلة، وحداثة السن كناية عن الشباب وأول العمر، وحدث السن قليل التجربة ضعيف الإدراك ناقص التدبير والتفكير أسير التأثر والإعجاب، سريع المحاكات والمماثلة والتشبه، لا يعبر الصعاب غالبا إلا بإشارة مشير وتسديد كبير ومعاونة نصير، ومتى أعجب الشاب الحدث أو الفتاة الحدث بشخص انحاز إلية واقتبس منه واحتذى مثاله، وأكثر من ذكره وحاكاه في هيئته وطريقته وماثله في صورته وحركته ولبسه واقتدى به في فكره وسلوكه، والحداثة قليلة الحنكة والفطنة والتجربة، ومتى ما صاحب الحدث من لا يوثق مودته وعقيدته وأمانته وديانته ختله الخبيث من حيث لا يعلم وأطعمه الباطل من حيث لا يدري، وسقاه السم من حيث لا يحتسب، وإن في الناس سباعا عادية وذئابا ضارية تنتظر غياب الولي الحامي وغفلة الأب الحاني، ومن ترك ولده يقطع وادي السباع ويلهو بين الوحوش الجياع فقد باعه وأضاعه وجعله نهبا لشرار الخلق، وهدفا لمآربهم الخبيثة، ومن ترك أولاده يضربون في غمرة اللهو ويتسكعون في مراتع الفتن ويقتحمون غمار الناس وينغمسون في زحمة الخلق وكثرتهم يصاحبون من شاؤوا دون رقابة ويبيتون خارج البيوت دون تحفظ فقد عقهم وظلمهم، ومن أخطر انحرافات الأحداث حين يصبحون ضحايا لخطب المرجفين وكتب الغلاة وأدوات التنظيمات السرية، وجماعات التكفير الإرهابية، والتيارات الحزبية والموجات الإلحادية والإباحية، والتي تزرع الأحقاد في قلوب الأحداث والشباب ضد ولاتنا وعلمائنا وبلادنا وديننا، يعلون النيران بكسار العيدان».



صلاح البدير - المسجد النبوي