عبدالله قاسم العنزي

مقتل السفير الروسي.. جريمة أم ردة فعل ضد جريمة؟

الخميس - 29 ديسمبر 2016

Thu - 29 Dec 2016

إن الشريعة الإسلامية كفلت للمبعوثين كرسل من طرف دولهم الحماية في حالة الحرب والسلم ليقوموا بأعمالهم على أكمل وجه دون أي تأثير خارجي، وليس ذلك من قبيل المجاملة، إنما هو لصيانة عقد الذمة الذي بينهم وبين الدولة المسلمة.



ومن الناحية القانونية، فقد جاءت اتفاقية نيويورك 1973 لمنع ومعاقبة الجرائم المرتكبة ضد الأشخاص المتمتعين بحماية دولية بمن فيهم الممثلون الدبلوماسيون، وكذلك اتفاقية فيينا 1961 وغيرهما من المعاهدات الدولية التي قصدت حماية السفراء والمبعوثين ليقوموا بأعمالهم الدبلوماسية على أكمل وجه.

كما أن السفراء مدنيون ليس لهم علاقة إلا تسيير أعمال دولهم الخارجية بطرق سلمية وبخطاب يحمل لغة التفاوض والإقناع، وهذا ما حاول أن يمارسه السفير الروسي أندريه كارلوف في خطابه الذي ألقاه في مدينة أنقرة التركية، ولكن جاءت ردة الفعل طلقة رصاص أردته قتيلا على الأرض.



نحن ننظر إلى هذا التصرف من الشاب التركي بأنه ردة فعل دافعها الغضب والحماس، واعتمدت على تفسير شخصي منه على ما تمارسه روسيا من قتل جماعي للشعب السوري الذي هو الآخر من (الأبرياء).



والجرائم التي تمارس ضد الشعب السوري أثرت في نفوس الكثير من المجتمعات الإسلامية وغيرها، نتج عنها ردود أفعال خرجت عن الضوابط الشرعية والقانونية وقد ينتج عنها تصرفات أخرى أكبر ما لم ينته مسلسل القتل والتشريد للمدنيين بمبررات واهية لا يقبلها العقل والمنطق من بشار الأسد وروسيا، وقتل السفير إنما هو جريمة كردة فعل ضد جريمة!



ومن المؤسف مع تطور القانون الدولي إلى درجة أنه بإمكانه محاسبة مرتكبي الجرائم ضد الإنسانية، إلا أن هنالك صمتا وتجاهلا واضحين من المجتمع الدولي لهذا القصف الوحشي للمدنيين، ولا يخفى على أحد أن اللاعب الرئيس في هذا الملف هي المصالح التي تشابكت وتقاطعت بين الدول التي تريد أن تؤثر في خارطة المنطقة العربية، والواجب علينا كعرب أن نحيد الخلافات كافة، ونعمل على إنقاذ المنطقة العربية من أن يفرض علينا واقعا لا ننهض بعده أبدا.