نمر فهيد السبيلة

مصطلحات دوائية في علم النفس

الثلاثاء - 27 ديسمبر 2016

Tue - 27 Dec 2016

هناك الكثير من المصطلحات الطبية التي يتم الخلط في مفاهيمها عند مقدمي الرعاية الصحية، وتتعلق بالعلاقة بين الدواء وفاعليته داخل أعضاء الجسم والتي تعد مهمة في هذا المجال كيلا يترتب عليها تشخيص خاطئ وبالتالي تقدم خطة علاجية خاطئة للمريض. فعلى سبيل المثال مفهوم الاعتماد والتحمّل والإدمان الدوائي تشير الدلائل على أن كل مفهوم يختلف عن الآخر كل بحسب الأعراض الظاهرة على الجسم.



الاعتماد: ما هو إلا حالة فسيولوجية دوائية تحدث نتيجة تناول جرعة دواء ما لفترة زمنية طويلة. كاستخدام (أدوية المسكنات)، وعند التوقف عن تناولها فجأة تحدث اضطرابات عصبية قد ينتج عنها صداع أو غيره من الأعراض، تتلاشى بعد فترة وجيزة من الانقطاع دون حدوث أي سلوك عدواني، أو بما يسمى (أعراض الانسحاب) والتي تعرف بأنها أعراض شديدة (كالرعاش والتعرق والغثيان وآلام شديدة في العضلات) تظهر بشكل واضح عند التوقف عن تناول أدوية شديدة التأثير، مثل (مادة مخدرة لتخفيف الآلام أو أي مادة نفسية) كانت تستعمل بشكل مستمر لفترة طويلة من الزمن. ولتبسيط هذا المفهوم عند انقطاع شخص ما بشكل مفاجئ عن شرب المنبهات كالقهوة والشاي قد تظهر عليه أعراض كالصداع أو الخمول، حيث إن الجسم يكون معتمدا على نسبة معينة من مادة (الكافيين) وعند فقدان هذه النسبة تحدث بعض الاضطرابات والتي يمكن تخطيها بعد فترة وجيزة.



وتشير الإحصاءات والدراسات النفسية الناجمة عن الاعتماد بأنه لا توجد أي ردة فعل سلبية خطيرة تهدد الحياة كالعنف عند التوقف المفاجئ أو الرغبة بالوصول إلى مرحلة النشوة التي تنجم عن الإدمان، فالاعتماد في حد ذاته لا يؤدي إلى حالة الإدمان مع ملاحظة أن الاعتماد على الأدوية كالمسكنات بجرعة ما لفترة من الزمن قد يصبح غير مجد وفعال داخل الجسم أحيانا، مما قد يستلزم الأمر في زيادة الجرعة وبالتالي يتغير مفهوم الاعتماد إلى ما يسمى بـ(التحمل)، فهو مبدأ مهم في مرحلة العلاج، إذ إنه يعتمد على تركيز الدواء (الجرعة) وتكيفه داخل الجسم، حيث ينتج عن ذلك الوصول إلى جرعة كبيرة ولكن نسبة فاعليتها قليلة جدا، أحد أسبابها هو تأثر مكانيكية الدواء على المستقبلات الخاصة به. لذا يجب إيجاد علاج بديل للمريض في هذه المرحلة. أما الحالة الأخيرة التي تعد من أخطر حالات فسيولوجية الدواء داخل جسم ألا وهي (الإدمان) والتي تحتاج الكثير من الوقت لتجاوز هذه المرحلة.



هنالك أسباب عديدة أهمها ظهور الأعراض (الانسحابية) كالعنف والشعور بالآلام الحادة في العضلات والأمراض النفسية كالاكتئاب والقلق الحاد. ويحدث ذلك عند الانقطاع عنها بشكل مفاجئ بغرض العلاج أو عدم الوصول للنشوة المرجوة التي اعتاد عليها الجسم فمن هذه المواد (الأفيون) ومشتقاته والتي تستخدم في الآلام المزمنة والحادة وفي العمليات الجراحية أيضا، لذا فإن المريض الذي يعطى مثل هذه الأدوية يخضع لرقابة شديدة من قبل مقدمي الرعاية الصحية حتى يتم التأكد من عدم الوقوع في مرحلة الإدمان. وتشير الإحصاءات الحديثة إلى أن عدد المدمنين حديثا في المملكة وصل إلى 150 ألفا وتكلفة علاجهم وصلت إلى 3.6 مليارات ريال.



وطرق علاج مرحلة الإدمان عديدة تعتمد على عدة عوامل تختلف من شخص إلى آخر ونوع المادة المخدرة والفترة الزمنية التي تم فيها الاستخدام، فطرق علاج الإدمان على (الترامادول) ليست كطرق علاج (الهيروين).



تتم عملية العلاج على عدة مراحل في مجملها: 1- سحب المخدر وعند هذه المرحلة يتم إخضاع المدمن تحت السيطرة لما يترتب عليه من ظهور

أعراض انسحابية وتستمر من عشرة إلى عشرين يوما ويتم في هذه المرحلة كذلك إعطاء المريض بعض الأدوية التي تساعده على النوم وتسكن الآلام كـ(اليبروفين) وعلاج الاكتئاب كـ(الميتر إزبين) ويتم متابعة الجرعات تحت إشراف الفريق المعالج. 2- مرحلة العلاج النفسي والتأهيل بهدف تشجيع المدمن على الاستمرار في العلاج والعمل على تغيير بعض المعتقدات تجاه المجتمع ويتم أيضا متابعة المدمن حتى يتم علاجه من القلق والاكتئاب الشديد.



#معا_للتثقيف_الدوائي