سحر أبو شاهين

أنقذوهن يرحمكم الله

الثلاثاء - 27 ديسمبر 2016

Tue - 27 Dec 2016

يبدو أن تمزيق أسرة وتشتيت أطفال بتفريق زوجين متحابين غير متكافئي النسب مقبول في مجتمعنا أكثر من إيقاف زواج سبعيني بطفلة في الرابعة عشرة!



ولأننا في زمن العجائب حيث الموازين مقلوبة والناس فقدت عقولها، فهم لا يمانعون الزج بطفلتهم - التي ما زالت mbc3 محطتها المفضلة - في حضن سبعيني تساقطت أسنانه وفقد شعره وتدلى كرشه وانحنى ظهره ونتن ريحه حتى بات دليل مروره في الحي، إرضاء لميول مريضة ولتغير - حتى يختاره الله- «حفاضاته» وتلقمه دواءه، وتدهن مفاصله المتآكلة!



لست أدري ما نوع الأب الذي يرتضي لابنته هذه الحياة البائسة التعسة؟ وهل فلذة كبده رخيصة لهذا الحد ليبيعها لرجل أكبر منه يغتصبها دون رضاها؟ وهل تلام إذا ما نظرت بحسد لفتيات أكبر منها تزوجن شبابا أصحاء وسيمين! وهل يجوز وصفها بالخائنة لو أدت حسرتها على نفسها لتواصلها خلسة مع من هو في عمرها؟

وهل سيعينها أهلها - عديمو الرحمة - على تربية أيتام توفي والدهم قبل أن يتسنى لهم لفظ كلمة «بابا»؟



كل ذلك الشقاء لا يستنفر - إلا فيما ندر- أحدا لإنقاذ الفتاة المسكينة! لكن ارتباط زوجين يتفاوت نسبهما يستدعي الدعاء بالويل والثبور واجتماع وجهاء القبيلة للتفريق بينهما مرغمين، وهنا لا يهم صلاح الزوج وإخلاصه وحبه لزوجته وأبنائه! كل ذلك شكليات تافهة لديهم إذا ما قورن بالنسب العريق الذي يجب حمايته من أن يلوثه «طرش بحر» لا قيمة له!! والذي يستحق أن يضحى من أجله بأسرة سعيدة أو اثنتين كل حين!



«لا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى» و»إن أكرمكم عند الله أتقاكم» يبدو أنها لا تحمل أي قيمة أو وزن لديهم، فهم يختارون من الدين ما يلائم هواهم وعاداتهم، ويرمون خلاف ذلك وراء ظهورهم.



ورغم توقيع المملكة على اتفاقية حقوق الطفل قبل 20 عاما، وهي تحظر تزويج من تقل عن 18 عاما، ورغم أن وزارة العدل اشترطت لتزويج الفتاة من عمر 16 عاما فأصغر فحص لياقة طبيا خاصا، إلا أن بيانات الهيئة العامة للإحصاء أوضحت أن 61468 فتاة سعودية قاصر تزوجن بين عامي 2007 و2016 في سن تتراوح بين 15 و17 عاما.



الجهل والفقر غالبا وراء تزويج الأسر لبناتها قبل إتمامهن التعليم المدرسي، والجهات المختصة يقع على عاتقها تفعيل تطبيق التشريعات الحكيمة للدولة، ومنع هذه الزيجات، وتوعية الصغيرات بحقهن في الرفض، وبتبعات زواجهن مبكرا، ومحو فكرتهن الحالمة عن أن الزواج ليس أكثر من فستان عرس أبيض ودبلة لماعة وصبغة شعر شقراء!