بناء المجتمع

الثلاثاء - 27 ديسمبر 2016

Tue - 27 Dec 2016

بناء وتربية الأجيال من الأمور المهمة في الحياة، وهذه التربية لا بد أن تكون على أسس قوية من المنهج السليم، لأن التربية من القضايا الجوهرية في الأمة، وتربية الأجيال لها أطراف عدة لا بد أن تجتمع وتخطط لتحقق الأهداف السامية، أهمها إخراج جيل قائد للأمة والوطن قادر على إحداث تغيير فعلي في المجتمع، ومن هذه الأطراف الأسرة والمعلم والبيئة التعليمية.



فهذه العناصر هي الأساس في بناء العمود الفقري للمجتمع بناء صحيحا، وإن اختل طرف من هذه الأطراف في أداء رسالته أثر سلبا على العمود الفقري، فالأسرة هي اللبنة الأولى في التربية والتي تقع عليها المسؤولية العظمى في بناء الأجيال، وتكوين شخصياتهم، وتخريجهم إلى الواقع، ودورها لا يقتصر على توفير المسكن، والأكل والمشرب، والأجهزة مثل الايباد ونحوه، بل في بناء العقل الذي هو أهم من ذلك، وتأسيس جيل المستقبل فكريا وسلوكيا، وتنمية مواهبهم وإبعادهم عن كل طرق الانحراف، مع التنوع في أساليب التربية ولا سيما الحوار.



واقتران التربية بالتعليم ألقى على عاتق المعلم - كمرب ثان - مسؤولية تصحيح كثير من الأخطاء، واكتشاف الميول والقدرات الهائلة لنواة المجتمع، وكل ما لم تدركه الأسرة، ولا بد أن يكون قدوة يقتدى به في السلوك والأخلاق، ومهم جدا أيضا أن يكون ملما ومدركا لما يحتاجه هذا الجيل الذي فتحت له الأجهزة التقنية الحديثة ووسائل التواصل آفاقا كثيرة، وكل مرحلة يمر بها الجيل لها استعدادات نفسية وقدرات، يمكن للمربي من خلالها أن يزرع القيم ويحمي الفطرة السليمة بغرس المبادئ الإسلامية والمعلومات الصحيحة للأجيال ليقاوموا التيارات الفكرية الهدامة الموجهة لهم.



ومسؤولية كل فرد تجاه الأجيال - على أقل تقدير - مراقبة تصرفاتهم وأخلاقهم، مدركا أن كل ما يفعله في محل الأنظار حتى يصبح لمستقبل المجتمع عمود فقري سليم.