عبدالحليم البراك

سناب طريق الشهرة اللطيف!

يمين الماء
يمين الماء

الاثنين - 26 ديسمبر 2016

Mon - 26 Dec 2016

سناب شات بستر حياتنا، وجعلها كبسولات بعشر ثوان فقط، لم يقتصر الأمر على خفيف دم واستعراض يوميات، بل تحول الطب والعلم والأحداث السياسية لكبسولات سنابية سريعة، وكأن الناس ستأخذ الثقافة بسرعة البرق!



شيخ، كان الناس يقصدونه طلبا للعلم ويجلسون بين يديه ساعة وساعتين، صار الآن يقصدهم من خلال برنامج «أبو عشر» ثواني طلبا للجمهور.. حتى وصل الأمر ببعضهم يصطاد الذين يكتبون عبارات على سيارتهم، ويعلق عليها ثم يمحورها بطريقة ذكية يشكر عليها إلى توجيه شرعي بارد لم يستغرق إلا ثانيتين من العشر ثواني! وكأن جمهور سناب شات عطشان «لخفة الدم» أكثر من عطشه وحاجته للعلم الشرعي المفيد..



وطبيب يحذر من مرض السرطان في ثلاثة مقاطع «سنابية» حتى تفاصيل الطب ذات المسؤولية العظيمة تأتي مبسترة ومعلبة في عشر ثوان يزيد بضع ثوان أو ينقص وكله طلبا للشهرة!



وانتشر مقطع لمحلل سياسي، حل مشكلة اللاجئين السوريين والتدخل الروسي في المنطقة، وخطر المد الفارسي الصفوي القادم، ومستقبل الشرق الأوسط في عشرين «سنابة»، وقدم ما عجز عنه «توماس فريدمان» و«هنري كيسنجر» وتقارير «السي آي أيه» وتحليلات «الإندبندد» و«نيويورك تايمز» وغيرها..



بل بعض المفكرين والفلاسفة السعوديين الذين شدهم وجود الجمهور السنابي بهذا الكم الجنوني، إلى شرح الفلسفة في سناب شات، برغم أننا نعرف أن الحديث عن الفلسفة أمر معقد للغاية، وجملة واحدة من جمله المركبة والدقيقة تأخذ أكثر من خمس دقائق للوصل للمعنى الفلسفي العميق، ولكن تم «بسترتها» في مصانعنا في سناب شات!



هل يتساوى هؤلاء مع «عبود بريدة» الولد القضية، و«أبومحمد» الجنتل، الشهير، ويجمعهم سقف واحد وتطبيق واحد هو سناب شات؟



طبعا عبود وأبو محمد أشخاص بسطاء وجدوا لعبة طريفة اسمها المليتيميديا وركبوها، فصاروا نجوما كنجوم الطب الشرع والنصيحة، ولا عيب فيهم، إن العيب في الجمهور الذي ركض وراءهم، وأيضا بالمشاهير العقلاء الذين لم يحترموا المهنة فـ«سنبوا» كل شيء!

[email protected]