عبدالإله الجبل

بعض من الشفافية!

الاثنين - 26 ديسمبر 2016

Mon - 26 Dec 2016

بعد أن خط خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - بقلمه على ميزانية الدولة واستفتحها بقوله «نسأل الله التوفيق لخدمة ديننا وبلادنا ومواطنينا»، تمتمت بآمين كل القلوب الوطنية الصادقة.



تحدث دائما وقبل إعلان أي قرار موجة من التوقعات والآراء، فالكل يدلو بدلوه، ولعل ذلك من أحد نتاجات مواقع التواصل الاجتماعي، فقبل إعلان الميزانية بيومين انطلقت موجة من التحليلات الاقتصادية وانقسمت الآراء بين من غلبت عليهم السعادة والتفاؤل، ومن غلب على نبرته الإحباط والتشاؤم، والمجتمع السعودي بينهما يقرأ ويتابع ويعي تماما أن من الطبيعي أن تتأثر النفقات والاقتصاد مقابل خوض المملكة في الحرب، ولعل أبرز القرارات الإيجابية هو نزول العجز، والآخر استحداث برنامج حساب المواطن الذي أتمنى أن تكتمل الفرحة به بدون تحديثات حافزية، وبدون شروط تعجيزية، فجميع البسطاء أملهم كبير بهذا البرنامج لتخفيف وطأة الأزمة الاقتصادية وارتفاع الأسعار.



وحينما نتحدث عن ذلك، نتحدث من منطلق الشفافية، فنحن نؤكد أنه رغم الاختلافات والانتقادات إلا أننا نجتمع على حب الوطن ودعم استقراره وأمنه، لذا لا تستغربوا أن أكثر من يترقب الميزانية هم العاطلون، وأملهم بعد الله بأن تلوح لهم بارقة أمل تنقذهم من البطالة، فنحن نعاني من سوء التخطيط الذي خرج لنا أعدادا هائلة من المعطلين عن العمل. ولو سلطنا الضوء على سبيل المثال وليس الحصر وبشفافية تامة على قطاع التعليم نجده يحصل على أعلى نصيب بالميزانية ومع ذلك ما زال التعليم يعاني..!



فسلبيات التعليم جاءت عديدة، أهمها سوء التخريج التعليمي للطلاب، وكأنهم يطبقون مبدأ تخرج ومش حالك! فلا توجد رؤية مسبقة للتخصص ومدى حاجة سوق العمل لذلك، وكيف يمنح المهارات الوظيفية المناسبة له. نحتاج مهارات عملية وتكثيف الجانب العملي أكثر والاعتماد عليه، أما إذا كان اعتمادنا على مبدأ اقرأ واحفظ واختبر، فهذا لا يجدي نفعا، فبعد الاختبار بثانية يتبخر كل شيء.



المفارقة الغريبة أنه في الوقت الذي نحاول فيه إصلاح وتدارك ما يمكن تداركه نفاجأ بأخبار غريبة، ولعل أكثرها غرابة السماح لفيحان أن يتسلل إلى فصول وعقول طلابنا وإلقاء محاضرة تثقيفية لجيل المستقبل!



حقيقة، الحديث عن التعليم ذو شجون، لذا أتمنى أن يخيب توقعاتنا وتكون إنجازاته بقدر ما يمنح له من دعم مادي، فميزانيته لوحده تفوق ميزانية دول!