صباحية مباركة يا USA
الاثنين - 26 ديسمبر 2016
Mon - 26 Dec 2016
في 1998 أقرت وكالة الغذاء والدواء الأمريكية منتجا جديدا The Morning After Pill للوقاية من الحمل غير المخطط له تحت اسم «بلان- ب خطوة واحدة Plan-B One Step»، فالولايات المتحدة مؤسساتيا (قانونيا ودستوريا) وظفت في محاولة يائسة مثل «الحبة السحرية» لإفشال وصول الرئيس المنتخب ترامب بعد أن حبلت به الصناديق وفشلت.
وترامب المنبوذ بات اليوم ذا القرنين موحد القطرين، أما حكومة العسكرتاريا والرؤساء التنفيذيين فهي تنبئ عن ثورة ستتجاوز الريغانية في إبراز القوة خارجيا وكبح الإهدار في النفقات الحكومية.
فنتيجة تغريدة لترامب فقد سهم شركة لوكهيد مارتن عشرات مليارات الدولارات بعد أن ألمح إلى عدم قبوله تضخم كلفة إنتاج المقاتلة F-35، فما كان من رئيسي شركتي لوكهيد مارتن وبوينج إلا الاجتماع بالرئيس «المنتخب» والتعهد له وللرأي العام بالالتزام بمبدأ السعر الثابت والسعي في تخفيضه، وكذلك كان لترامب تعاطيه من مسألة سباق التسلح الجديد، وهي مسألة ذات أبعاد تتجاوز الرأي العام الأمريكي، فكان رد الرئيس المنتخب على ميكا بريجنسكي مقدمة برنامج (قهوة الصباح Morning Joe) «ليكن سباق تسلح نووي، سنتجاوزهم عند كل منعطف ونحن من سيبقى واقفا على رجليه في آخر المطاف».
فإن كان هذا هو مقياس عقيدة ترامب في إدارة الملفات من الوطنية إلى الخارجية، فإن على العالم التحضر للتعاطي من رئيس لا يقبل بأخذ رهائن. وقد بدا ذلك واضحا في تعاطيه مع المبدأ المتعارف عليه بين الصين والولايات المتحدة المسمى «مبدأ الصين الواحدة».
وحكومة ترامب المكونة من الجنرالات والرؤساء التنفيذيين لن تكون تقليدية أو مبالغا في مركزيتها مثل إدارة الرئيس أوباما، لكنها ستكون في خدمة القيصر. أما أعضاؤها فهم شركاء في صنع سياسات قيصر البيت الأبيض الأول، وليس من المستبعد افتراض اشتراطهم ذلك، إلا أن الرئيس «المنتخب» ترامب قد تجاوز على احترام «فترة العدة» السياسية للرئيس المنتهية ولايته أوباما، فهو يمارس التدخل المباشر في المواقف والسياسات، وأقرب ذلك موقفه من إدانة مجلس الأمن للاستيطان الإسرائيلي يوم الجمعة الماضي، عندها رد معلقا «كل شيء سيتغير في يناير». ففي حين يمارس أوباما صلاحياته التنفيذية من البيت الأبيض فإن «المنتخب» ترامب يفعل ذلك عبر فضاء تويتر. وعلى ما يبدو أن بريق بيت ترامب الافتراضي أكثر بريقا من البيت الأبيض.
حكومة حرب ترامب جادة في رفع مستوى المواجهة مع ثالوث الشيطان (الصين، روسيا وإيران)، لأجل ذلك سارع بوتين في الانتهاء من حلب وتقريب وجهتي نظر تركيا وإيران من سوريا، هذا بالإضافة للإعلان عن اتفاقية طرطوس الجديدة التي تعتبر تعميدا لتواجد ثابت ودائم لروسيا في حوض المتوسط. ذلك التواجد الذي سيمثل تهديدا للاستقرار في حوض المتوسط وحتى لمقر قيادة الأسطول السادس الأمريكي في (نابولي) بإيطاليا. أما بريا فإن قاعدة حميميم في اللاذقية ستكون مصدر قلق حقيقي للتواجد الأمريكي في قاعدة أنجرليك التركية، فتلك القاعدة تحتوي مخازن ردع نووي تتجاوز 50 رأسا ثيرمونووية Thermonuclear.
تبقى أولوية الملفات بالنسبة للرئيس ترامب هي السؤال الأقرب للواقع، إلا أنه من المؤكد أن استراتيجية الحرب على الإرهاب لن تخاض بنفس أدوات سلفه أوباما، وكذلك التعاطي مع ملفي بحر الصين والبلطيق. من خلال ما تقدم سيستشرف العالم واقع التعامل مع هذا الرئيس في الانتقال من حالة الافتراض إلى الواقع التنفيذي.
[email protected]
وترامب المنبوذ بات اليوم ذا القرنين موحد القطرين، أما حكومة العسكرتاريا والرؤساء التنفيذيين فهي تنبئ عن ثورة ستتجاوز الريغانية في إبراز القوة خارجيا وكبح الإهدار في النفقات الحكومية.
فنتيجة تغريدة لترامب فقد سهم شركة لوكهيد مارتن عشرات مليارات الدولارات بعد أن ألمح إلى عدم قبوله تضخم كلفة إنتاج المقاتلة F-35، فما كان من رئيسي شركتي لوكهيد مارتن وبوينج إلا الاجتماع بالرئيس «المنتخب» والتعهد له وللرأي العام بالالتزام بمبدأ السعر الثابت والسعي في تخفيضه، وكذلك كان لترامب تعاطيه من مسألة سباق التسلح الجديد، وهي مسألة ذات أبعاد تتجاوز الرأي العام الأمريكي، فكان رد الرئيس المنتخب على ميكا بريجنسكي مقدمة برنامج (قهوة الصباح Morning Joe) «ليكن سباق تسلح نووي، سنتجاوزهم عند كل منعطف ونحن من سيبقى واقفا على رجليه في آخر المطاف».
فإن كان هذا هو مقياس عقيدة ترامب في إدارة الملفات من الوطنية إلى الخارجية، فإن على العالم التحضر للتعاطي من رئيس لا يقبل بأخذ رهائن. وقد بدا ذلك واضحا في تعاطيه مع المبدأ المتعارف عليه بين الصين والولايات المتحدة المسمى «مبدأ الصين الواحدة».
وحكومة ترامب المكونة من الجنرالات والرؤساء التنفيذيين لن تكون تقليدية أو مبالغا في مركزيتها مثل إدارة الرئيس أوباما، لكنها ستكون في خدمة القيصر. أما أعضاؤها فهم شركاء في صنع سياسات قيصر البيت الأبيض الأول، وليس من المستبعد افتراض اشتراطهم ذلك، إلا أن الرئيس «المنتخب» ترامب قد تجاوز على احترام «فترة العدة» السياسية للرئيس المنتهية ولايته أوباما، فهو يمارس التدخل المباشر في المواقف والسياسات، وأقرب ذلك موقفه من إدانة مجلس الأمن للاستيطان الإسرائيلي يوم الجمعة الماضي، عندها رد معلقا «كل شيء سيتغير في يناير». ففي حين يمارس أوباما صلاحياته التنفيذية من البيت الأبيض فإن «المنتخب» ترامب يفعل ذلك عبر فضاء تويتر. وعلى ما يبدو أن بريق بيت ترامب الافتراضي أكثر بريقا من البيت الأبيض.
حكومة حرب ترامب جادة في رفع مستوى المواجهة مع ثالوث الشيطان (الصين، روسيا وإيران)، لأجل ذلك سارع بوتين في الانتهاء من حلب وتقريب وجهتي نظر تركيا وإيران من سوريا، هذا بالإضافة للإعلان عن اتفاقية طرطوس الجديدة التي تعتبر تعميدا لتواجد ثابت ودائم لروسيا في حوض المتوسط. ذلك التواجد الذي سيمثل تهديدا للاستقرار في حوض المتوسط وحتى لمقر قيادة الأسطول السادس الأمريكي في (نابولي) بإيطاليا. أما بريا فإن قاعدة حميميم في اللاذقية ستكون مصدر قلق حقيقي للتواجد الأمريكي في قاعدة أنجرليك التركية، فتلك القاعدة تحتوي مخازن ردع نووي تتجاوز 50 رأسا ثيرمونووية Thermonuclear.
تبقى أولوية الملفات بالنسبة للرئيس ترامب هي السؤال الأقرب للواقع، إلا أنه من المؤكد أن استراتيجية الحرب على الإرهاب لن تخاض بنفس أدوات سلفه أوباما، وكذلك التعاطي مع ملفي بحر الصين والبلطيق. من خلال ما تقدم سيستشرف العالم واقع التعامل مع هذا الرئيس في الانتقال من حالة الافتراض إلى الواقع التنفيذي.
[email protected]