عبدالله المزهر

من أنت أيها المواطن لولا المسؤول؟!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الأحد - 25 ديسمبر 2016

Sun - 25 Dec 2016

توحي تصريحات بعض المسؤولين ـ أحيانا ـ بأن لديهم معضلة حقيقية تكمن في وجود المواطن، لديهم ما يشبه اليقين أن أهم أسباب المشاكل التي تواجه المواطن هي وجود المواطن نفسه.



ومع أن هذه النظرة مستفزة إلا أنها لا تخلو من وجاهة لا يمكن تجاهلها، فالمواطنون بالفعل هم السبب في معظم مشاكل الوطن إن لم تكن كلها.



لو لم يكن هناك مواطنون لما وجدت البطالة، ولو لم يوجد المواطنون لما تحدث أحد عن السكن، ولو اختفى المواطنون فلن تواجه وزارة الصحة أي مشكلة، وكذلك التعليم والطرق وحتى هيئة الرياضة والشباب. لو لم يوجد المواطن لما وجدت هذه المشاكل، ولعاش المسؤولون في سعادة ونعيم لا ينغصهما أحد ولا تشوبهما شائبة من شوائب الدهر.



ومما جاء في كشف حقيقة المواطن، يقول أحد المسؤولين بأن استهلاك الفرد السعودي ـ يعني المواطن ـ من الوقود يعادل ثلاثة أضعاف استخدام غيره.



وهذه حقيقة لا مراء فيها، صحيح أن الوجه الآخر للحقيقة يقول إن هذا الفرد السعودي المسرف المبذر في الوقود ليس لديه أي وسائل للنقل العام تحترم آدميته، والطرق وطريقة توزيع المرافق والخدمات وتخطيط المدن تجبره على أن يشد الرحال ويسرف المزيد من الوقود، ويخلق الكثير من الزحام، لكن هذا الوجه الآخر للحقيقة غير مهم بالطبع.



وإن نجا المواطن يوما من المسؤول الذي يتهمه بكل كوارث ونوازل الدهر، فإلى أين سيفر ممن يتهمه بأنه اتكالي، كسول، غير منتج، وجوده أضر من عدمه.



وصحيح أن من يوجه مثل هذه الاتهامات ويتحدث عن الاتكالية والكسل وقلة الإنتاج يكون في الغالب ممن يرضع الأموال حتى قبل أن يعرف طعم الحليب. لكن هذا لا يجعلنا نتجاهل صدق حديثه لمجرد أنه مترف اتكالي هو الآخر لا يعتمد على نفسه حتى في صرف الأموال المخصصة له.



وعلى أي حال..



أعان الله المسؤولين على هذا المواطن المتطلب الذي لا ينفك يصنع المشكلات، ويخلق الأزمات، ويتسبب في المعضلات ثم لا يستحي أن يطلب من المسؤولين أن يكونوا «مسؤولين».



[email protected]