هل تتخطى هيئة الصحفيين سنواتها العجاف؟

السبت - 24 ديسمبر 2016

Sat - 24 Dec 2016

50 يوما من حياة مجلس إدارة هيئة الصحفيين المنتخب مضت، عقد فيها المجلس لقاءين مع الإعلاميين والإعلاميات، الأول في الرياض بمقر الهيئة، والثاني في المنطقة الشرقية بمقر صحيفة اليوم، إلى جانب اجتماع الأعضاء مع وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل الطريفي، ومشاركة معظم أعضاء مجلس الإدارة في الجولة الملكية الأخيرة على دول الخليج.



واليوم يلتقي أعضاء رابع مجلس إدارة لهيئة الصحفيين بمستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة خالد الفيصل، كما يزورون مركز التكامل التنموي وملتقى مكة الثقافي.



وعلى الرغم من وجود أعضاء مجلس إدارة هيئة الصحفيين في المنطقة الغربية، وعقدهم اجتماعا خاصا بالغربية، إلا أن جدولة أعمال أعضاء مجلس الإدارة لم تتضمن لقاء مع صحفيي المنطقة الغربية، أسوة بما انتهجته الهيئة في الرياض والمنطقة الشرقية.

وعلى أية حال، لا تعكس هذه الوتيرة السريعة لأعضاء المجلس الجديد مسيرة 12 عاما للهيئة، قال بعض شهودها إنها كانت عجافا على الصحفيين، على الرغم من الانتعاش الاقتصادي الكبير الذي شهدته كبرى المؤسسات الصحفية وقتها.



الدورة الأولى: 2004-2008

فاق ضجيج الدورة الأولى لهيئة الصحفيين السعوديين أفعالها، إذ وصف شهود المرحلة سنوات الهيئة الأولى بأن صخبها ونقاشها جعلا «العضوية» أهم من «العضو»، مشكلة حالة فريدة من الانقسام والمعارضة.

سليمان العقيلي – شاهد من المرحلة الأولى:

- حظيت المرحلة الأولى بتغطية إعلامية كبيرة، شاركت فيها صحف محلية وقنوات عربية مثل أوربت وMBC.

- شكل مقر صحيفة الوطن بالعاصمة مقرا لاجتماعات المعارضين للاجتماعات التأسيسية التي قادها رئيس تحرير الرياض الأسبق تركي السديري، وقاد فريق المعارضين رئيس تحرير صحيفة الوطن الأسبق طارق إبراهيم.

- تركز الجدل في المرحلة الأولى حول حقوق العضوية وحق التصويت، إذ أقرت اللجنة التأسيسية المشكلة من رؤساء التحرير لائحة تنظيمية للهيئة، حددت العضوية بثلاث فئات، الأولى: عضوية كاملة للمتفرغين، ولها حق الترشح والتصويت، الثانية عضوية عاملة للمتعاونين يحق لها فقط حضور الجمعية العمومية، الثالثة عضوية منتسبة للصحفيين السعوديين.

- استندت اللجنة التأسيسية على محاكاة النقابات الصحفية العربية، وهمشت حقوق المتعاونين من الأعضاء.

- استندت المعارضة في رفض تهميش المتعاونين إلى أن الصحف السعودية لم تصل لدرجة الاحتراف الموجودة بالخارج، فما زال المتعاونون والأدباء والكتاب من خارج الصحيفة لهم الدور الرئيس في المهنة، وما زال الصحفيون يتجنبون التفرغ للعمل بالصحف لمخاطرها.

- وصلت أصداء الخلاف إلى الديوان الملكي، وتم توجيه وزير الإعلام وقتها فؤاد الفارسي بمعالجة المشكلة.

- اجتمع الوزير بالصحفيين المعترضين، ممثلين في وفد مكون من سلطان البازعي وأسامة السباعي وسليمان العقيلي، وطلب أن تمر هذه الدورة الانتخابية على خير وتصحح مستقبلا.

- أصدر فارسي قرارا بتعديل نظام الهيئة، حيث تدخل لإلغاء انتخاب جميع أعضاء مجلس الإدارة، ووضع نظاما يخول الوزير تعيين ثلث مجلس الإدارة.

- وجه الوزير لعقد اجتماع بين اللجنة التأسيسية والمعارضين للنقاش، لكن لم يتم الوصول إلى حلول، وتحول اللقاء إلى مؤتمر صحفي للجنة التأسيسية.

- نجحت المعارضة جزئيا في أمرين، الأول: إلغاء قرار وزير الإعلام بانتخابات جزئية لمجلس الإدارة وتعيينه ثلث الأعضاء، وإبقاء النظام كما هو بانتخابات كاملة، والثاني: الموافقة - لاحقا - على إنشاء جمعية للصحفيين الالكترونيين وجمعية لكتاب الرأي.



الدورة الثانية: 2008-2012

تبلورت الدورة الثانية من حياة هيئة الصحفيين السعوديين، فخرجت عن وضع الأساسات النظرية لحقوق العضوية لتهتم للمرة الأولى بحقوق الأعضاء، من خلال ملفات واعدة لم يتحقق منها شيء.

الدكتور خالد الفرم – شاهد من المرحلة الثانية

- ملف حماية الصحفيين.

- ملف تدريب الصحفيين.

- إقامة منتدى إعلامي عربي.

- إطلاق جائزة للصحافة.

- إعادة تنظيم العمل الإعلامي.

- تحويل مقر الهيئة إلى ناد وبيت للصحفيين.

- إصدار تقرير سنوي عن الحريات الإعلامية بالسعودية.

- الحصول على تخفيض لتذاكر سفر الصحفيين.



الدورة الثالثة: 2012-2016

المرحلة الثالثة كانت الأهدأ في وتيرتها، إذ خلفت المرحلة الثانية التي صدحت بملفات مهمة لم يتحقق منها شيء إرثا ثقيلا، أضعف ثقة الصحفيين بما يمكن أن يتحقق على يد هيئتهم، وبالفعل لم تحقق الدورة الثالثة إنجازا يذكره الصحفيون.

تحفظ معظم شهود الدورة الأخيرة لهيئة الصحفيين عن التصريح بأسمائهم، لعلاقاتهم الخاصة برواد المرحلتين الثالثة والحالية، وأبرز المطالبات:

- توفير الاستشارة القانونية والحماية القانونية للصحفيين.

- بحث رواتب وبدلات المتعاونين من الصحفيين.

- تقديم امتيازات للصحفيين عبر عقد اتفاقات مع جهات القطاع الخاص.



الدورة الرابعة: 2016-2020

بدأت أعمال مجلس إدارة الدورة الرابعة في هيئة الصحفيين، في وقت باتت فيه كبرى المؤسسات الصحفية تواجه تحديات كبيرة في اقتصادياتها، بعد أن غير الإعلام الجديد خارطة المتلقين من جهة والمعلنين كنتيجة لهذا التغيير. ورأس مجلس الإدارة الحالي رئيس تحرير صحيفة الجزيرة خالد المالك.

أحاديث كثيرة ومتناثرة خلال الـ50 يوما الماضية دارت حول عدد من المواضيع كتنظيم العمل للمتعاونين في الصحافة، وتعيين فريق داعم من قبل وزارة الثقافة والإعلام.



أبرز موضوعات اجتماع هيئة الصحفيين اليوم:

- مناقشة إصدار خاص عن المنجز الصحفي السعودي.

- إصدار خاص عن علاقة الملك سلمان بن عبدالعزيز بالصحافة.

- دراسة المقترحات الواردة من اللجان المشكلة من مجلس الإدارة الجديد.

- الإعداد لتقرير الحريات الصحفية بالمملكة 2016 .

- دراسة إعادة تشكيل لجنة الحريات الصحفية بالمملكة.

- الاطلاع على العقود الموقعة مع الهيئة.