مانع اليامي

الدعاء للقاتل والدعوة إلى تقديره

السبت - 24 ديسمبر 2016

Sat - 24 Dec 2016

لا شيء يثير القلق ويبعث على الإحباط في وقتنا الراهن، بما له من الدقة وما عليه من التحديات والمخاوف، أكثر من ظهور مؤشرات القبول بالأعمال الإجرامية، والاحتفال بالمجرم، والخوف كل الخوف أن تتحرك الهمجية ويطغى الفهم المغلوط لتعاليم الدين على حساب سماحته المرتكزة على حرمة النفس، وعدم غدر المستأمن أو السير في الأرض فسادا، وبالتالي يتدافع الناس مع كل عملية قتل أو اغتيال أو تخريب هنا أو هناك من خلف هذه المبادئ إلى تمجيد العمل الإجرامي والدعوة إلى تقدير ورعاية فاعله.



بعض الأحداث أو المواقف اللاعقلانية اللاإنسانية في نفس الوقت، والتي يتبناها بعض عوام المجتمعات بطبيعتها تطرح المزيد من الأسئلة، وتلحقها بالكثير من علامات الاستفهام حول جاهزية عقول البعض لاحتضان وتصدير الخيبات. والسؤال كيف يستقيم الحال والبعض يرى وجوب الفرحة بموت الآخر. لم يتساءل أحد من أولئك القوم عن مدى انعكاسات قبوله وتشجيعه الأعمال الإجرامية التي تتعرض لها بعض الدول على وطنه وأهله أليس المقتول بإنسان؟ كفى بالإجابة وهي نعم أن تنكز الضمائر وتبعث فيها الروح. لا شيء في تقديري يوازي هذا الأمر لدفع العقلاء للتحرك للحد من دخول بعض أفراد المجتمع مربعات الفوضى والمزايدات عبر منافذ الجهل.



على المستوى الوطني، قد يقول قائل: وهل بيننا من يميل إلى هذا الاتجاه أو ينادي به؟ الإجابة بالنفي صعبة، وفي مرآة حادثة مقتل السفير الروسي في تركيا صور لاتباع مذهب الفرحة بموت الآخر، المذهب الذي له - إن تمدد - أن يبني مزيدا من جدران العزلة بيننا وبين العالم، وهذا ما يطمح إليه الحاقد والعدو وحمال الضغائن. صحيح أنها تصرفات فردية يحركها الانغلاق الفكري والفهم المغلوط للدين كما يبدو، لكنها مهما وصفت، وقد تهيأ لمواقع التواصل نقلها والتعليق عليها أو تحليلها، يمكن أن تشكل أدلة قوية في يد الغير، ومما لا شك فيه أنه ستكون لها انعكاساتها المؤثرة على أمن أبناء وبنات الوطن في الخارج على أقل تقدير، هذا خلاف ما تخلقه من فرص لإحراج الدولة على المستوى السياسي، ولعل هذا يكفي لفتح ملف المكاشفة والمصارحة، وكفى بالعقلاء وأهل الرأي صمتا. وبكم يتجدد اللقاء.



[email protected]