النيرة غلاب المطيري

لغة بها نفخر وبالفنون تزخر

الجمعة - 23 ديسمبر 2016

Fri - 23 Dec 2016

اللغة العربية هي عشق فطري وجمال تراكيب وروعة بلاغة. من يألفها حتما فسيعشقها، كيف لا وهي لغة القرآن الكريم، منها يستقى جميل المعاني، ومنها كانت القصائد الحسان. في حبها تغنى فطاحل الشعراء، وبكلماتها صاغ عظماء الأدب فيضا من بحور الإبداع.



الاحتفاء بها واجب ومسؤولية، وفي ذكر مآثرها شرف ووسام، مهما أتقنت من اللغات فأنت في جهلك لها فاقد ثقافة وفقير علم. لها حقوق علينا في منازلنا وفي مدارسنا وفي كل مؤسساتنا وفي وسائل التواصل الاجتماعي. ما الذي يمنع أن تكون حواراتنا باللغة العربية؟ وما العيب في تعليم أبنائنا فنون الخطابة والإلقاء وحفظ قصائد شعراء العرب العظماء، أمثال أحمد شوقي وأبوالقاسم الشابي وإيليا أبوماضي والمتنبي وغيرهم الكثير، والذين يزخر بهم تاريخ العرب الحافل بالإبداع وعظيم الإنجاز؟ ما زلت أذكر معلمة اللغة العربية، وكيف كانت تعلمنا فنون الإلقاء للشعر العربي، ولا تسمح لأي طالبة بأن تلقي القصيدة بطريقة عادية حتى لو حفظتها عن ظهر قلب، وكان لطريقة الإلقاء درجة خاصة، بالإضافة إلى درجة الحفظ، وكانت تحرص أشد الحرص على أن تكون جميع حواراتنا وحتى طلباتنا البسيطة باللغة العربية الفصحى.



زمن جميل كان فيه الولاء للغة الضاد في أوجه، وكان الانتماء في أبهى حلله. في وقتنا الحاضر أصبح من يتحدث باللغة العربية، أو من يستعين بحديثه ببعض المصطلحات الفصحى محل تندر للكثيرين. وأصبح الشعر باللغة العربية الفصحى لا يستهوي السواد الأعظم من الشعب العربي، للأسف الشديد. وأصبح الكثيرون يميلون للهجات العامية وتشجيع استخدامها عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وأصبح الجهل في معرفة قواعدها في تزايد.



لغتنا العربية لغة جميلة سهلة قريبة للقلب والفكر، فكان لزاما علينا جميعا العودة الجادة لها بتشجيع أبنائنا على البحث والاطلاع والقراءة والاستماع إلى فنونها وآدابها، والتزود بجميل عباراتها ومصطلحاتها، وتشجيع المسابقات في آدابها، وتكريم المتميزين فيها.



عندما شاهدت بعض فعاليات مدارسنا في الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية سرني حب براعمنا لها وحرصهم على التزود بها، وهذا يؤكد ما ذكرته مسبقا بأنها حب فطري يحتاج إلى رعاية واحتواء، وتغذيته بالتشجيع والتحفيز، وتطويره بالممارسة والقدوة الصالحة.



لغة الضاد يجب أن تحتل مكانا في جلساتنا وفي كتاباتنا وفي أشعارنا وحتى خواطرنا.. مكانا راقيا يليق بعلو شأنها وعظيم مكانتها. فتحية للغة بها نفخر، وبأعظم الفنون والآداب تزخر.