حدث في حلب

الجمعة - 23 ديسمبر 2016

Fri - 23 Dec 2016

ستسطر في صفحات التاريخ مآس تكتب بدم الشهداء لتروي أحداث حلب، مبينة تلك المعضلة العظمى في تاريخ البشرية، وتحكي قصص الأبطال الذين واجهوا ذلك العدو الغاشم الذي يتم الأطفال ورمل النساء.



النيران تندلع في كل جانب من حلب، بل وتضرم في قلوب ساكنيها، فهنا أطفال يموتون، وهناك شباب يقتلون، وحلب تضج بنحيب أرملة وبكاء ثكلى، صراخ جرحى، ودماء قتلى، تشكو من ظلم ذلك النظام الجائر ورئيسه الخائن الذي باع وطنه متحالفا مع إيران وروسيا وحزب اللات، ليتسبب في هلاك وطنه.



في كومة الدمار هنا والدة تبحث عن ولدها، وهناك مولود يستغيث بوالدته، ارتوت الأرض بدماء الشهداء، ونتساءل في حيرة: من يقاتل من؟! لنعلم أن سوريا باتت ساحة كبرى لعشرات الفصائل والتنظيمات. لقد دمرت البلاد من كل جانب، ونتساءل: من المسؤول عن ذلك الدمار؟ أيعقل أن يقذف والد بأبنائه في نيران الحرب! أيعقل أن يتسبب حاكم في بيع رعيته! نعم، إنه بشار ذلك العميل الذي سلم وطنه ومواطنيه لأحزاب الشيطان، ذلك الجائر الغادر الذي تسبب في دمار بلاده، وقتل أبناء شعبه، أيصدق أن أحدا يسلم مفاتيح داره لسارق ليعبث بأفراد أسرته، فيقتل أبناءه ويغتصب نساءه ويسرق ممتلكاته. والله إنها وصمة عار في سيرته الذاتية، لا بل وفي تاريخ البشرية أجمع. لقد عاث فسادا في بلاده، فهو المسؤول الأول عن تقتيل الأبرياء، واستباحة الدماء، أيعتقد أنه يمتلك صك غفران من «قوى أجنبية» يخوله أن يعيث فسادا هنا وهناك ليبقى في ذلك الكرسي أبدا! كلا سيزول ذلك الكرسي يوما ما، وسيسقط ذلك الطاغية لا محالة، ولكن هناك سؤال يطرح نفسه: لماذا تساهم تلك القوى الأجنبية في دعم بشار؟ لماذا تمده بالسلاح والمال؟ وما هو هدفها من ذلك؟ ولا يغيب عنا الجواب أنها تعرف حق المعرفة أن سقوط بشار هو سقوط لجميع الدكتاتوريات العربية، وهذا يعني طرد «العملاء» من السلطة، وهذا ما ترفضه تلك القوى، ولن ترضى به إطلاقا..

ولكن شاءت أم أبت، سيزول الطغاة من سوريا يوما ما، وسينتشر العدل ويسود الأمن في ربوعها، وسيحطم ذلك الديكتاتور بشار ويسقط عن كرسيه، نعم سيكسر ويلقى في نفايات الماضي كغيره من القاذورات، لتعيش سوريا نظيفة وتتطهر من تلك المخلفات البشرية النتنة والجيف القذرة، لتعيش بسلام وفي سلام وللسلام دائما، وسينتصر الحق على الباطل بإذن الله.