إبراهيم خليل البراهيم

فوضى ريادة الأعمال!

الجمعة - 23 ديسمبر 2016

Fri - 23 Dec 2016

ريادة الأعمال، هذا المصطلح الذي أخذ بالانتشار الواسع ليس في أرجاء المملكة فحسب، بل في أرجاء العالم كافة، أنشئت تخصصات وكليات ومعاهد لتعليم هذا العلم وأدواته وفنونه. هناك خلط كبير للأسف بين مفهوم ريادة الأعمال والمنشآت الصغيرة والمتوسطة حتى من قبل بعض الجهات الداعمة، فكل رائد أعمال هو مالك مشروع صغير أو متوسط بطبيعة الحال، لكن العكس صحيح!



ريادة الأعمال تعني إنشاء عمل حر يتسم بالإبداع والابتكار ويتصف بالمخاطرة العالية، يكون هدفه بالغالب حل مشكلة وإضافة قيمة للمجتمع، ويعتمد على مهارات الريادي وسماته الشخصية، وهذا ما يفرقه عن أي عمل حر آخر. حيث عرف شومبيتر رائد الأعمال بأنه هو ذلك الشخص الذي لديه الإرادة والقدرة لتحويل فكرة جديدة أو اختراع جديد إلى ابتكار ناجح.



ريادة الأعمال تعد محركا اقتصاديا قويا ينتج منتجات غير تقليدية، ويستحدث أسواقا جديدة ووظائف، ويضيف قيمة عالية للاقتصاد المحلي، والسيلكون فالي في سان فرانسيسكو في أمريكا أقرب مثال حي على ذلك.



المشاريع الريادية والمنشآت الصغيرة والمتوسطة تشكل 75% من الناتج المحلي الإجمالي للاقتصادات المتقدمة، بينما في المملكة عدد هائل يتجاوز 1.97 مليون منشأة صغيرة ومتوسطة إلا أن مساهمتها لا تتجاوز 20% من ناتج الاقتصاد المحلي، ولعل أحد أهداف رؤية المملكة 2030 الوصول بمساهمة هذه المنشآت إلى 35%، وأولى خطواتها العملية إنشاء هيئة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة ترتبط بوزارة التجارة والاستثمار.



الجهات الحكومية والخاصة تبذل جهودا جيدة للرقي بريادة الأعمال وتحفيزها، وتقيم المنتديات والملتقيات لذلك الهدف، إلا أنها تحتاج أن تكون تحت مظلة رسمية واحدة حتى تؤتي أكلها وتحقق النتائج المرجوة. فانطلاقا من إنشاء هيئة المنشآت الصغيرة والمتوسطة أتمنى إنشاء هيئة أو مركز أو جهة مرجعية تعنى بريادة الأعمال، وتوحد الجهود المبذولة من الجهات المختلفة تحت مظلة واحدة تربط الرياديين والرياديات بالجهات والأشخاص الداعمين، وتؤهل الشباب وتدربهم وتطور قدراتهم وتكون مقرا لحاضنات ومسرعات الأعمال وعدد من الإجراءات اللازمة لتحقيق الريادة لشبابنا ووطننا.