دخيل سليمان المحمدي

مخرجات التعليم في قراءة القرآن الكريم

الجمعة - 23 ديسمبر 2016

Fri - 23 Dec 2016

الجميع يعلم أن غاية التعليم في مملكتنا الغالية هو فهم الإسلام فهما صحيحا متكاملا، وغرس العقيدة الإسلامية في نفوس الطلاب ونشرها، وتزويد الطالب بالقيم والتعاليم الإسلامية وبالمثل العليا، وإكسابه المعارف والمهارات المختلفة وتنمية الاتجاهات السلوكية البناءة، وتطوير المجتمع اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، وتهيئة الفرد ليكون عضوا نافعا في بناء مجتمعه. ولكون الهدف الثاني من الأهداف الإسلامية العامة التي تحقق هذه الغاية جاء نصه كالتالي: (النصيحة لكتاب الله وسنة رسوله بصيانتهما، ورعاية حفظهما، وتعهد علومهما، والعمل بما جاء فيهما)، نجد هناك الكثير من الشباب الجامعيين والخريجين الذين أمضوا أكثر من 12 سنة يتعلمون فيها القرآن الكريم، لا يجيدون قراءته بالشكل الصحيح الذي يليق بهم كمتعلمين. فمؤلم جدا أن يكون هدف تعليم القرآن في سياسة تعليمنا من أهم الأهداف ثم لا نجد مخرجات تعليمية تحقق هذا الهدف بالشكل المطلوب.



لا أعلم أين هي المشكلة؟ ولكن الذي أعلمه أن لدينا ضعفا في مخرجات التعليم القرآني في مدارسنا، وذلك يعود أحيانا لإسناد تدريس مادة القرآن الكريم لمن ليس مؤهلا لها أو لمن لا يهواها، فيجبر على تدريس القرآن، مما ينعكس على تدريسه للمادة بالسلب، حيث التساهل والضعف في مهارات تصويب الأخطاء وفي اللغة العربية الفصحى، مما ينتج عنه عدم التمكن من توضيح الفروق بين الكلمات المشكلة، وعدم المعرفة بمواضع الوقف الصحيحة. فلهذا تجد الجميع ناجحا بدرجة الفشل في مقرر القرآن الكريم.



إن الخطأ في قراءة القرآن من المفترض أن يستنكر ويشجب ويعد خطأ (فادحا) وذلك تعظيما لكلام الله عز وجل ولما له في نهوض الأمة من كبوتها، ولعزتها وكرامتها، فإذا أردنا أن نعيش بعزتنا وكرامتنا بين الأمم، فما علينا إلا أن نتمسك بالقرآن والسنة، كما قال صلى الله عليه وسلم: (تركت فيكم ما إن تمسكتم به، لن تضلوا بعدي أبدا؛ كتاب الله وسنتي)، وغير ذلك لما له في تحسين فصاحة الخطاب قولا وكتابة.



بما أننا نهتم ونشترط التحدث باللغة الإنجليزية للقبول في الجامعات والوظائف حتى وإن كانت الوظيفة بمسمى (سائق)، لماذا لا نهتم بقراءة القرآن وحفظه، ونشجع على ذلك، بل نجعل أفضلية لمن تشرفوا بحفظه في القبول بالجامعات بمنحهم نقاطا حسب عدد الأجزاء المحفوظة، ولماذا أيضا لا يكون اختبار قياس لمستوى حفظ القرآن الكريم، ويلزم به جميع الخريجين الذين يريدون التقدم على الوظائف، سواء كانت حكومية أو خاصة، وتكون الأولوية لمن يحفظ أكثر.



أتمنى أن نهتم بقياس مستوى حفظ القرآن الكريم كما نهتم بقياس مستوى تعلم اللغة الإنجليزية، باختباراته المتنوعة والمشترطة، وأن يكون لحافظ القرآن والمهتم بحفظة مكانة اجتماعية، ودعمه وإبراز مكانته في الوسائل الإعلامية وغيرها، وبث روح التنافس بإجراء المسابقات في حفظ كتاب الله تعالى وتجويده، لأن تعليم القرآن وتدبره ليس فرض كفاية، بل هو واجب على الجميع.