هل تراه مستحيلا؟

الجمعة - 23 ديسمبر 2016

Fri - 23 Dec 2016

مشكلة الكثير من الأشخاص الرضا بالأهداف المتواضعة على الرغم من أن قدراتهم ومهاراتهم كبيرة، فقط بقليل من العمل والجهد يستطيعون أن يحققوا ما كانوا يعتقدون أنه شيء خيالي أو مستحيل.



في عام 1977م نشرت الصحف المحلية في مدينة تالاهاسي بولاية فلوريدا الأمريكية خبرا مثيرا لاهتمام المجتمع المحلي في ذلك الوقت. كان الخبر عبارة عن قيام سيدة في الثالثة والستين من عمرها تدعى «لورا شولتز» برفع مؤخرة سيارة بيوك لتحرر ذراع حفيدها الذي كان عالقا أسفل السيارة، على الرغم من أنه لم يسبق لتلك العجوز أن قامت برفع شيء يزن ربع وزن السيارة التي رفعتها!



أثار ذلك الأمر فضول الكثيرين في مجتمعها، وذهب إلى بيتها عدد من الصحفيين لإجراء لقاء معها لكي تتحدث عن تلك القدرة الخارقة التي جعلتها ترفع مؤخرة السيارة. في بداية الأمر رفضت «لورا شولتز» الحديث للصحفيين، فقد كانت حزينة ومكتئبة، إلا أن الدكتور «تشالز جارفيلد» مؤلف كتاب «قمة الأداء» استطاع بعد محاولات عدة إجراء لقاء معها!



أخبرته «لورا» أنها حزينة جدا لأن هذا الأمر - رفع مؤخرة السيارة - الذي حصل لها قد حطم معتقداتها بما يمكنها تحقيقه، وزعزع بعض الثوابت الخاصة بها بما هو ممكن، وما هو مستحيل، وأن ما يؤلمها أنها فعلت في هذا العمر شيئا كانت تراه مستحيلا من قبل، فهل يعني ذلك أن حياتها كلها قد ضاعت ولم تحقق فيها أشياء كثيرة كانت تراها مستحيلة؟



بعد تلك الحادثة قررت «لورا» أن تعود إلى الدراسة في الجامعة لإكمال تعليمها الجامعي وتخصصت في الجيولوجيا، وبعد أن حصلت على الشهادة ذهبت للتدريس في إحدى الكليات المحلية!



أخيرا.. «مايكل أنجلو» له عبارة رائعة في هذا الموضوع، وهي أن «الخطر العظيم على معظم الأشخاص ليس في أن يكون هدفهم كبيرا عاليا لدرجة يصعب تحقيقه، وإنما في أن يكون بسيطا متواضعا من السهل تحقيقه وهم يظنونه مستحيلا»!



فقط حدد أهدافك يا صديقي، واسأل نفسك.. لماذا..؟ وكيف..؟ واعمل على تنفيذ الخطوات التي توصلك إلى أهدافك، وبلا شك ستواجه في مسيرة حياتك من يحاولون ثنيك عن تحقيق أهدافك، وزعزعة ثقتك في إمكانية الوصول إليها، فلا تلتفت إليهم وأعرض عنهم!