نجـاة.. الفراق الـمر
الخميس - 22 ديسمبر 2016
Thu - 22 Dec 2016
يندر أن يبكي الرجل العربي زوجته، سواء في الجاهلية أو في الإسلام، ومن أمثلة أولئك الشاعر جرير فقد رثى زوجته، وقد أعجب الشعراء والأدباء بجرأة جرير على الرثاء والوفاء للزوجة، وعندما تتمعن رثاء جرير تجد أن الحياء يغلب على القصيدة كلها في زوجته (أم حزرة):
لولا الحياء لعادني استعبار
ولزرت قبرك والحبيب يزار
ولقد نظرت وما تمتع نظرة
في اللحد حيث تمكن المحفار
وعند تتبع سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم صاحب الخلق العظيم مع زوجاته، نجد المشاعر الإنسانية الكاملة في تعامله مع نسائه أمهات المؤمنين، فزوجته خديجة بنت خويلد رضي الله عنها التي كانت تصدقه فيما يقول، وتهون عليه بداية تكذيب الناس له، حيث كان تكذيبهم له يحزنه وكانت خديجة تفرج عنه إذا رجع إلى المنـزل، فتروح عن قلبه الهموم، وتذهب عن صدره الأحزان، وقد وهبها الله الفطنة والكياسة، كما وهبها الرفق واللين، فكانت نعم الزوجة، لذلك كان لوفاتها الأثر العميق، وودعها وحزن لفراقها كثيرا ثم قام بدفنها بنفسه في الحجون (حي من أحياء مكة)، وشاطر بناته مرارة الحزن والفراق، وبكاها كما لم يبك أحدا أبدا؛ فهي الزوجة والحبيبة والصديقة، وكان العام الذي ماتت فيه يسمى عام الحزن، وقد بشرها صلى الله عليه وسلم بالجنة في حياتها، وكان يذكرها دائما.
فكيف لا أبكي على زوجتي اقتداء به صلى الله عليه وسلم وهي مدنية المولد والنشأة، ترى صباح مساء جبالا اكتحلت برؤية النبي صلى الله عليه وسلم، ودرجت على أرض تطهرت بأقدامه، بل وتطهرت بجسده الشريف، وتشم هواء تنفسه عليه السلام، إنها نعم الرفيق لرحلتي في الحياة والتي تفوق أربعين عاما، أدخلت مستشفى قبل دخولها إذ أجريت لي عملية جراحية، ودخلت هي المستشفى من السيارة على قدميها، واتصلت بها فقيل لي إنها نائمة وقد تمنيت لها النوم.
أيها العاتب الذي ليس يرضى
نم هنيئا فلست أطعم غمضا
إن لي من هواك وجدا قد استهـ
ـلك نومي ومضجعا قد أقضا
فجفوني في عبرة ليس ترقى
وفؤادي في لوعة ما تقضى
وقد رأيت أن أخرج لزيارتها وأذن لي بالخروج، ودخلت عليها وسلمت ووجدتها لا ترد السلام، بل لا تتحرك حيث كانت متصلة بأجهزة عدة، ودخلت في غيبوبة، ورجعت إلى المستشفى مهموما مغموما شارد البال حزينا ولي في الحبيب صلى الله عليه وسلم القدوة والأسوة الحسنة، إذ يمتزج الدعاء مع البكاء على رفيقة الدرب عند مواراتها الثرى في بقيع الغرقد بعد عشرة طيبة استمرت أكثر من أربعين عاما.
اللهم إنا نسألك لها الفوز بالجنة، والنجاة من النار، لأنها نجاة أحمد الطيب.
لولا الحياء لعادني استعبار
ولزرت قبرك والحبيب يزار
ولقد نظرت وما تمتع نظرة
في اللحد حيث تمكن المحفار
وعند تتبع سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم صاحب الخلق العظيم مع زوجاته، نجد المشاعر الإنسانية الكاملة في تعامله مع نسائه أمهات المؤمنين، فزوجته خديجة بنت خويلد رضي الله عنها التي كانت تصدقه فيما يقول، وتهون عليه بداية تكذيب الناس له، حيث كان تكذيبهم له يحزنه وكانت خديجة تفرج عنه إذا رجع إلى المنـزل، فتروح عن قلبه الهموم، وتذهب عن صدره الأحزان، وقد وهبها الله الفطنة والكياسة، كما وهبها الرفق واللين، فكانت نعم الزوجة، لذلك كان لوفاتها الأثر العميق، وودعها وحزن لفراقها كثيرا ثم قام بدفنها بنفسه في الحجون (حي من أحياء مكة)، وشاطر بناته مرارة الحزن والفراق، وبكاها كما لم يبك أحدا أبدا؛ فهي الزوجة والحبيبة والصديقة، وكان العام الذي ماتت فيه يسمى عام الحزن، وقد بشرها صلى الله عليه وسلم بالجنة في حياتها، وكان يذكرها دائما.
فكيف لا أبكي على زوجتي اقتداء به صلى الله عليه وسلم وهي مدنية المولد والنشأة، ترى صباح مساء جبالا اكتحلت برؤية النبي صلى الله عليه وسلم، ودرجت على أرض تطهرت بأقدامه، بل وتطهرت بجسده الشريف، وتشم هواء تنفسه عليه السلام، إنها نعم الرفيق لرحلتي في الحياة والتي تفوق أربعين عاما، أدخلت مستشفى قبل دخولها إذ أجريت لي عملية جراحية، ودخلت هي المستشفى من السيارة على قدميها، واتصلت بها فقيل لي إنها نائمة وقد تمنيت لها النوم.
أيها العاتب الذي ليس يرضى
نم هنيئا فلست أطعم غمضا
إن لي من هواك وجدا قد استهـ
ـلك نومي ومضجعا قد أقضا
فجفوني في عبرة ليس ترقى
وفؤادي في لوعة ما تقضى
وقد رأيت أن أخرج لزيارتها وأذن لي بالخروج، ودخلت عليها وسلمت ووجدتها لا ترد السلام، بل لا تتحرك حيث كانت متصلة بأجهزة عدة، ودخلت في غيبوبة، ورجعت إلى المستشفى مهموما مغموما شارد البال حزينا ولي في الحبيب صلى الله عليه وسلم القدوة والأسوة الحسنة، إذ يمتزج الدعاء مع البكاء على رفيقة الدرب عند مواراتها الثرى في بقيع الغرقد بعد عشرة طيبة استمرت أكثر من أربعين عاما.
اللهم إنا نسألك لها الفوز بالجنة، والنجاة من النار، لأنها نجاة أحمد الطيب.