فواز عزيز

إجرام الجماهير وسذاجتها!

تقريبا
تقريبا

الاثنين - 19 ديسمبر 2016

Mon - 19 Dec 2016

هل الجمهور حاكم أم محكوم؟ هل الجماهير مؤثرة أم متأثرة؟



الجمهور شريك في كل لعبة حتى وإن كان يجهل قواعد اللعبة ومعايير الفوز!



وبما أن أغلب نواحي الحياة أصبحت ميادين «لعب».. فالجماهير عنصر أساسي وفاعل في كثير من الألعاب التي تتخذ من السياسة أو الرياضة أو الفن أو الدين ميدانا لها، وأحيانا يسير الجمهور القادة حتى لو اعتبروا هذه الجماهير جاهلة، فالجمهور ليس مجرد تجمع كتل بشرية «واقعيا أو افتراضيا» تهتف لهذا أو ذلك لتثير الحماس كما يقال أو كما يظن، بل «الجمهور» لاعب رئيس في كل لعبة من ألعاب الحياة؛ لذلك هناك من يعزف على أوتار الجماهير بذكاء؛ حتى لا تعرقله، وهناك من يعزف على أوتارها بخبث؛ ليمرر أهدافه، وهناك من يستفز الجماهير؛ لحاجة في نفسه!



دائما التقييم والنقد الذي يعتد به – إعلاميا - هو الصادر عن الجماهير سواء في الرياضة أو السياسة أو الفن أو حتى في الحياة الاجتماعية، حتى لو كان بعيدا عن أسس التقييم والنقد، فصوته مسموع ورأيه معتبر وإن كان ساذجا، ليس اقتناعا بل خوفا أو استغلالا!



لكن السؤال: من هي الجماهير؟



أشار هاشم صالح في مقدمة ترجمته لكتاب «سيكولوجية الجماهير» الصادر عام 1895 لمؤسس علم نفسية الجماهير «جوستاف لوبون»، إلى أنه عندما ظهرت الجماهير على السطح في أوروبا، حاول الباحثون والمفكرون أن يفهموها ويدرسوها، وكانت آراؤهم تدور حول ثلاثة:



• الأول: الجماهير عبارة عن تراكم أفراد بشكل موقت، معتبرين أنها جماهير مؤلفة من أشخاص هامشيين وشاذين عن المجتمع فهم بنظر الرأي الأول «رعاع»!



• الثاني: يعتبر الجماهير مجنونة بطبيعتها، واصفين الجماهير التي تصفق بحماسة لمطربها أو فريقها أو تصطف على الطريق لمشاهدة مرور مشهور أو زعيم، بأنها تعيش لحظة هلوسة وجنون.. ويعتبرون الجماهير تغير أفكارها كما تغير قمصانها!



• الرأي الثالث: يزايد على الرأيين، ويزيد في التهجم على الجماهير فيعتبرها «مجرمة» خاصة أنها مؤلفة في نظرهم من «الرعاع»!



• مؤسس علم نفسية الجماهير «جوستاف لوبون» رفض تلك الآراء الثلاثة وقال عن الجماهير إنها «ليست مجرمة وليست فاضلة، بل قد تكون مجرمة مدمرة أحيانا، وقد تكون كريمة وبطلة وتضحي بدون مصلحة أحيانا، وأحيانا تكون شيئا من الإجرام وشيئا من الكرم والطيبة».



[email protected]