عبدالله المزهر

مشكلة الضاد.. Solution ما فيه معلوم!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الأحد - 18 ديسمبر 2016

Sun - 18 Dec 2016

يوجد في المملكة العربية السعودية ملايين البشر من أصقاع الأرض كافة والذين لا يتحدثون العربية، واللافت في أمر هؤلاء البشر من بني الأحمر والأصفر أنك تقابل أحدهم بعد عقود من عمله وحياته في السعودية «جزيرة العرب» فتجده لا يحسن بناء جملة عربية واحدة. وبالطبع فإن هذه ليست مشكلتهم، لأنهم لو كانوا في أي بلد آخر لأتقنوا لغته كما يتحدثها أهلها «سيم سيم».



وهم غير ملومين لأن بعض نخبنا تجد حرجا في استخدام اللغة العربية أحيانا، ونحن في السعودية خصوصا وفي الخليج عموما ربما نكون الوحيدين في هذا الكوكب الذين تجد لديهم مؤتمرا أو ندوة لا يتحدث فيها أحد باللغة العربية مع أن جميع المؤتمرين عرب أقحاح.



أشعر أحيانا برغبة في كيل بعض الشتائم حين أجد اثنين يتحدثان الإنجليزية في أمر عادي وهما عربيان سعوديان. وناقشت بعض هؤلاء فقال إن دراسته في دول الغرب الإنجليزية قد أثرت على بعض كلماته، وهو عذر يبدو معه الذنب فضيلة.



أعلم أن الأمر أكبر من مجرد الطلب من الناس أن يتحدثوا بلغتهم الحقيقية، وأنه يتعلق بهزيمة فكرية كبرى، واللغة أحد أعراضها وليست السبب فيها، ولذلك فإني لا أحلم ـ في الوقت الحالي على الأقل ـ بأن تكون اللغة العربية هي لغة العلم والطب والهندسة، فهذا حلم يبدو أنه بعيد المنال، وأنا أحاول في هذه الأيام الكف عن الأحلام المرهقة التي لا سبيل إلى تحققها.



أحلم الآن أن نكف عن اختراع لغة جديدة، وأن تتحدث مع غير العرب كما نتحدث مع بعضنا البعض، ومن المؤكد أنهم سيفهمون ويتعلمون. ولا تقلق فعندما تقول لأحدهم «تعال» فتأكد أنه سيأتي دون أن تكون مضطرا لاستخدام لغة «إنتا يجي».



وعلى أي حال..

حتى في اليوم العالمي للغة العربية فإن الحديث عنها يبدو وكأنه تأبين أكثر من كونه احتفاء، وهذا حال كل أشيائنا الجميلة، حيث يكون طابع حديثنا عنها حزينا، لأننا في الغالب نتحدث عن غائب قد لا يعود!