أمي لها إذا الخطب جلل!

الأحد - 18 ديسمبر 2016

Sun - 18 Dec 2016

صباح الخير يا وردتي، صباح الخير يا أجمل أنثى، صباح الخير يا أحن حواء، صباح الخير يا أماه.



مساء الخير يا قمري، مساء ليل نوره ضياك، مساء نجمك الساطع، مساء دلماء يرجو ظهورك، مساء الخير يا أماه.



عمرت حتى ظهر المشيب واقتصرت الخطى وخف السمع وضعف البصر، ونادى منادي المرض حي على أرضه المأوى والسكن، يعيش مقتاتا على أعضائه، ينام على أنينه وأناته، الليل ولا ليل له، حكايات وروايات، يظهر هلال ويضيء قمر، يظهر نجم وينزوي نجم، تهب العواصف ويزمجر الرعد، برق يضيء على عجل، تهطل الأمطار ويهدر السيل وتجري الوديان وينبت الشجر، والليل هو الليل ولا ليل له.



فهمت تصاريف الحياة ومعنى أمي إذا الخطب جلل، تنسل ليلا ميممة القبلة تكبر الله أكبر، هنا تنقطع الدنيا وتتصل بالآخرة، ترفع كفيها تناجي ربها أي رب، ارحم ابني ارحم ابني، ولا سبيل لاكتمال الدعاء فقد خالطه البكاء، وغلب عليها النعاس مع انبلاج الفجر، تنادي أي بني كيف حالك وهل تحسنت أحوالك، تظن بالله خيرا بجواب المناجاة.



أمي لا عليك، والحمد لله، ولكن لما يبدو عليك السهر، تعلل بتلاوة قرآن وقيام ليل وتخفي دعواتها وما أعرفه عنها ودمعات بسحر.



أماه، مهما بلغ عصياني وذنبي وقصوري فلا سبيل لعقوقك، ويكفي بسجودي أدعو رباه ارحم أمي ارحم أمي، «رب ارحمهما كما ربياني صغيرا».