فواز المالحي

شفت أبها

الاحد - 18 ديسمبر 2016

Sun - 18 Dec 2016

«شفت أبها لابسة حلة والحزام ذهبي جميل»، من استبدل المظهر الأنيق الذي انتشرت صوره ومشاهد الفيديو لحفلاته الموسيقية بفوضى راب الشيلات؟ لم يعرف الباحث في الويب عن مسرح أبها إلا أنه مربى الموسيقى اللطيفة والأصوات الشجية التي امتلأ بها فضاء الجنوب فنا وثقافة وحراكا سياحيا واقتصاديا ضخما.



ذات يوم كانت أبها قبلة سياحية عربية ووصلت إلى العالمية، إلا أن الغلق الذي لا تفسير له والمزاجية في إقصاء وإدناء الثقافة حسب الآراء الحزبية الملغمة بإفساد السعادة والسعداء، هي نفسها الروح القتالية التي هاجرت إلى الموصل وحلب وربما تقاتل داخل اليمن اليوم.



المتابع لأخبار هذا البستان الجميل سوف يعلم أن هناك من شوه باقة الورد، إلا أنه عادت الروح إلى أبها بعد تشوه كل الجماليات، لم أتخيل أن أبحث عن مسرح المفتاحة على اليوتيوب وأشاهد الهراء الذي يستطيع سماعه كل من يبحث، ولكن قدر الله وما شاء فعل.



بقي الأمر الآن في إعادة الروح وأن يستيقظ الفرح من الغيبوبة المتأسلمة التي لم تعد بالنفس أبدا لكل من زار ويزور أبها وبساتينها. أذكر في أحد أعوام الوهج الأبهاوي، كان الخليجيون يحضرون في رحلات جوية إلى جدة ثم إلى أبها من أجل حضور حفل غنائي، ويضطرون لشراء تذاكر الدخول بمبالغ عالية جدا، في ذلك الوقت تذكرون خيمة أبها، والزخم الإعلامي الذي كان يحضرها، الفنادق والمرافق والمطاعم والمحافظات المجاورة، والبلدات القريبة لها نصيب أيضا من الفائدة.



رسالة لا تهدأ إلى صناع القرار في أبها، ننتظركم الموسم المقبل بحفلات غنائية وسمرات شعبية وفلكلورات تراثية ترضي ذائقة المشاهد والمستمع، أرجوكم حافظوا على الصورة الذهنية التي ماتت عشرة أعوام، والرسالة منسوخة لهيئة الترفية الجديدة.



«شفت أبها في المراعي من حواليها تزيد.. والجمال تنظر تراعي لجمالها من بعيد.. شفت فيها نفوس وديعة.. شفت فيها قلوب صريعة.. لا تلوموني في هواها قلبي ما يعشق سواها».