النيرة غلاب المطيري

إلى وزير التعليم.. مع التحية

الاحد - 18 ديسمبر 2016

Sun - 18 Dec 2016

أصبح الميدان التربوي ساحة معارك وتصفية حسابات، فالكل يحاول أن يتسلح بأحدث الأسلحة لكي يحفظ حقه وينأى بالمكاره عن جانبه، أصبح البعض يخرج إلى عمله وهو خائف من تسلط رئيس أو تصيد أخطاء من حاقد، لم تعد الإنتاجية وتطوير الذات تشغل الكثيرين للأسف، هبطت الهمم وضاعت الجهود في البحث عن منصف أصبح الكل يحارب من أجل الحفاظ على لقمة عيشه ومصدر رزقه، فمن الصعب جدا أن تنظر لعملك كمصدر رزق فقط تحارب للحفاظ عليه، ومن المؤلم أن يصبح همك هو أن تجمع أوراق براءتك وأن تحضر ذهنك يوميا لإجابات المحققين، تسرب المخلصون وفقدنا الأمان الوظيفي وفقدنا معه كل فكر نير وروح معطاءة.



ما يبعث في النفس الحسرة والأسى يا معالي الوزير أن وزارتنا الموقرة والتي تعتبر من أهم وزارات الدولة والمنجم النفيس ومن يقع عليها عبء صناعة العنصر البشري المنتج للأسف أصبحت هي من تغتاله وهي من تظلمه عن طريق سياسة تكميم الأفواه، للأسف من يملك صلاحية إنصاف المظلوم هو من يقدمه لظالمه، وفود تخرج من الوزارة لبضعة أيام في التحقيق والمتابعة لقضايا متضررين موثقة قضاياهم بحجج وبراهين وأدلة، وبعد عناء وطول انتظار تظهر نتائج ظالمة جائرة تشعرك بأن من أعطى هذا الحكم شخص حكمته أهواؤه أو شخص يجهل بالقضية من الأساس، ما ذنب ذلك المتضرر الذي تكالبت عليه المصائب، حقد من اشتكى وظلم وزارته ليبدأ مسلسل جديد من المعاناة القائمة على تصفية الحسابات، يذهب وزير ويأتي آخر وهناك قضايا معلقة تنتظر الحلول وطاقات معطلة تنتظر الإنصاف.



عذرا معالي الوزير، لست أنا من أخبرك كيف يكون الإصلاح؟ ومن أين يبدأ؟ وإلى أين ينتهي؟ هناك «خلل داخلي واضح» يجب أن يعالج بعلاج جذري وفعال، لا تطلبوا الإنتاجية والتميز من فارس شجاع خذلته طول الإجراءات، وجرحته مرارة المعاناة، واستنزفته تصفية الحسابات، وقتلته سيوف الظلم، هناك الكثير من القتلى في ساحة التعليم، وهناك أيضا من هم جرحى، وعلى ضفاف الأمان يقبع المطبلون والذين ينعمون بالأمان نظير الولاء المزيف القائم على المصلحة المشتركة. هذه صرخة ألم أبعثها بمقالي هذا، وخلفي طوابير من ضحايا التعسف والظلم.



من يفتح بابه ليسمع آهات المتضررين بعيدا عن الأنظمة الالكترونية، وبرنامج تواصل الذي يثبت يوما بعد يوم فشله في تحقيق التواصل العادل.



من ينصف من لم يهز رأسه ذلا وخضوعا لطويل العمر ويوافقه الرأي بـ«الشور شورك»، من ينصف من عشق العطاء وحرم منه جورا وعدوانا، من ينصف من ضاعت سنين عمره وهو يبحث عن هوية لعمله، من ينصف من تسلط عليه رئيسه بصلاحيات لأشباه قادة وأشباح رعب أفقدت كل مخلص الإحساس بالأمان، من يحفظ كرامة من سخر فكره وقلمه لخدمة دينه ووطنه وعمله؟!