عبدالعزيز سليمان سبهاني

الإدارة.. فن ومهارة

السبت - 17 ديسمبر 2016

Sat - 17 Dec 2016

بعض الأساليب الإدارية التي ينتهجها بعض المديرين في العمل لا يرتقي لمستوى الفن والمهارة، فجميع الإدارات والأقسام تحتاج فعالية، وبيئة قيادية تحفيزية مؤثرة، وذات تفاعل، تكسر النمطية، وتدعم المبدعين وأصحاب الكفاءات والمهارات والمواهب، وتعمل على إيقاف استنساخ الموظفين، والذين لا يمكن إطلاقا استنساخهم كنوع واحد، أو التعامل مع الجميع بالأسلوب الإداري نفسه.



فمن واقع خبرتي المتواضعة، توصلت إلى أن الموظفين أربعة أنواع، أولهم الموظف القائد، وهو شخصية مبادرة، تمتلك القيادة الذاتية، والفن والمهارة، كل ما يحتاجه التقدير والتكريم، والاستفادة من قدراته، وإطلاق مهاراته، وتنميته لذاته، وتشجيع أفكاره. أما النوع الثاني وهو الموظف التابع، والذي ينتظر التوجيه دائما ليعمل، فلن يبادر إن لم تبادر وتطلب منه أن يعمل. النوع الثالث الموظف المشغول، ليس بإنجازات العمل، إنما بأعمال أخرى بعيدة عن مهام عمله. رابعا وأخيرا الموظف غير الراضي عن شيء، ولن يرضى بشيء، فهو متذمر، وصاحب شخصية سلبية، فتعدد الشخصيات، يحتاج أساليب ومهارات.



فأنت عندما تحول الموظف النشط إلى عادي، والكسول إلى أقل من عادي، وتجعل العمل اعتياديا، وتحطم الإبداع، وتمنع الابتكار، وتنشر الروتين، وتركز على الحضور والانصراف، وتعطي الموظف حقه بمنة منك، وتذكره دوما بفضلك نحوه، وخيرك عليه، فأنت هنا لا تمتلك الفن والمهارة، وأنت عندما تتعامل وفقا لأسلوب السيطرة، عوضا عن المشاركة، تخفي بعض المعلومات، والتي لا تحتاج إلى إخفاء، فهي متاحة، وتحجب الفرص، والتي تحتاج اقتناصا واستفادة، وتعوق الطموح، كونك تفتقده، وتعطل الطاقات النشطة، وتمنع لأنك تريد أن تمنع، فأنت هنا لا تمتلك الفن والمهارة.



عندما تزين الكلام، وتحسن الخطاب، وتعد بأحلام، وتقرب مجموعة، وتقصي أخرى، وتسمع ما يود البعض منك أن تسمعه، وليس ما المفروض عليك سماعه، فيدفعونك للتصرف وفقا لرغباتهم، وتحقيقا لأهدافهم، فأنت هنا لا تمتلك الفن والمهارة.



نصيحتي لك، ابتعد عن إدارة العمل بمركزية تحكمية، ونوع في أساليبك الإدارية، ولا تفكر فيما تريد أنت، بل فكر فيما يزيد من الإنجازات، وإلا ستحقق كثرة الأعذار، وتعطيل الإنجازات، ورحيل المميزين، وفقدان الثقة من الآخرين، وإهمال المهام المهمة غير العاجلة، والاكتفاء بالأعمال المهمة العاجلة، أو الأعمال المهمة غير العاجلة، فالإدارة فن ومهارة.