عبدالله المزهر

الحياة ليست بالمجان!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الخميس - 15 ديسمبر 2016

Thu - 15 Dec 2016

أسعد الله أوقاتكم وجمعكم وجماعاتكم بكل خير ومسرات، وأبعد الله عنكم الهم والغم والحزن والرسوم ما كثر منها وما قل.

وأرجو ألا تكونوا مثلي مصابين بفوبيا «فرض الرسوم»، فقد تعودت كل صباح أن أبدأ بالبحث عن الرسوم الجديدة التي سيتم فرضها أو التي تنوي وزارة أو جهة أو شركة أن تعبر من خلالها عن ولائها وحبها للوطن.



والمشكلة أن فارضي الرسوم مبدعون في البحث عن اقتراحات لرسوم جديدة لم تكن لتخطر في بال أحد من المخططين الاقتصاديين الذين يكتظ بهم كوكبنا الجميل.



بالأمس قرأت أن هيئة الاتصالات تفكر في فرض رسوم على وسائل التواصل، والأمر يبدو منطقيا في سياق السباق لفرض رسوم على كل شيء وأي شيء، صحيح أن هيئة الاتصالات نفت مشكورة مثل هذا التوجه لكني واثق أنها «تحك رأسها» الآن وتفكر كيف أن هذه الفكرة لم تخطر في بالها من قبل، وكيف يمكن أن تطبقها فيما بعد بطريقة لا تجعلها تبدو متناقضة مع النفي.



والمخيف بالنسبة لي كأحد المصابين بفوبيا الرسوم أن مسألة التناقض هذه لا تخيف أحدا، فمن ينفي اليوم قد يطبق غدا ما نفاه، ومن يؤكد لن يجد حرجا وهو يتراجع عن تأكيداته.



ومن باب الهروب إلى الأمام ولأنه قد يكون علاجا مفيدا لحالتي فإني بدلا من الخوف من الرسوم سأقترح رسوما جديدة لعلها تفيد البلاد والعباد وتعوض هدر السنين وتراجع أسعار النفط.



لماذا لا تفرض رسوم على الزواجات، بحيث يدفع لخزينة الدولة 25% من المهر، فهذا قد يساعد الدولة ويخفض قيمة المهور.

ولعله من الجميل أيضا أن تفرض رسوم على عدد المواليد، فيكون للمواطن مولود واحد مجانا والبقية يجب أن يدفع رسوما لتسببه في وجودهم.

وتعدد الزوجات أيضا يجب أن يكون محل دراسة، فالذي يفكر في أكثر من زوجة يجب أن يدفع ضريبة مادية أخرى إضافة إلى الضريبة التي يدفعها من صحته البدنية والعقلية.



وعلى أي حال..

فالاستفزاز أحيانا يكون ضريبة تدفعها الكائنات البشرية، فالحياة ليست مجانية إلى هذا الحد.



[email protected]