عبدالله المزهر

لن تستطيعوا معه صبرا!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الثلاثاء - 13 ديسمبر 2016

Tue - 13 Dec 2016

هل أتاكم حديث حلب، حيث تبذر بذرة سيدفع العالم كله دون استثناء ثمن نموها باهظا.



هناك حيث يجتمع الإجرام من كل ملة لينتهك الحياة، والعالم المتحضر والمتخلف وما بينهما يسمع ويرى. وكل يعتقد أنه بمنأى عن تبعات ما حدث ويحدث وسيحدث هناك. وهذا هو الوهم الذي يتعاطاه العالم وهو يسير بخطى متسارعة إلى حتفه. من ظن أن الجرائم التي وقعت هناك ستسقط بالتقادم، وأنها ستنسى وكأنها لم تكن فهو يتخبط في وهم سيكون ثمنه أكبر من أن يحتمل.



العالم كله دون استثناء يتواطأ بشكل فج ومكشوف ليصنع إرهابا جديدا لن يكون بمقدوره تحمل تبعاته. فالذي يقتل والذي يتجاهل والذي يتصرف وكأن الأمر لا يعنيه والذي يشعر بالقلق كلهم شركاء فيما حدث وكلهم سيدفعون الثمن بالتساوي.



العالم الذي يتباكى على قتل إنسان في مكان ثم يغض الطرف عن قتل مئات الآلاف في مكان آخر يستحق النهاية التي يبحث عنها وسيجدها.



ترديد أغنية الإرهاب والإرهابيين أمر سهل على أي أحد، يمكن قوله في السعة والضيق، ويمكن استخدامه كوسيلة سهلة لغض أبصار الناس عن بضع مشكلات داخلية هنا وهناك. وعن فشل هنا وتخبط هناك. لكن المشكلة أن الإرهاب لم يبدأ بعد، وكل ما شاهده العالم لم يكن سوى المقدمة الناعمة التي سيأتي بعدها أيام يحنون فيها لإرهاب القاعدة وداعش.



حين تحول الناس إلى يائسين مخذولين فاقدي الأمل في كل شيء وفي كل أحد، فلا تتوقع منهم أن يتحولوا إلى كائنات مسالمة تغني في الطرقات وتوزع الورد على البشرية.



حين تزرع ثأرا وحقدا في بيوت الملايين من البشر، فعليك أن تكون صلبا قويا لتحمل نتيجة حصاد ما تزرعه.



العالم الأحمق الذي يريد السلام ويتحدث عنه في كل مناسبة وهو يعتلي جماجم الأبرياء كانت خطته في ذلك هو أن جعل الملايين من البشر ليس لديهم ما يخسرونه ولا ما يحبونه ولا ما يدافعون عنه، وحين يكون الإنسان كذلك فإنه أخطر مما يتصوره الحمقى ويروج له الأغبياء ولن يستطيع أحد معه صبرا!