أحياء سراييفو القديمة تراث معماري ضد الرصاص
الثلاثاء - 13 ديسمبر 2016
Tue - 13 Dec 2016
بعد الدور الكبير الذي لعبته الأحياء القديمة للعاصمة البوسنية سراييفو في حماية السكان خلال الحرب، تحافظ اليوم تلك الأحياء على التراث المعماري التقليدي للمدينة.
وتتميز أحياء العاصمة بأزقتها الضيقة الملتوية، ومنازلها المستقلة المحاطة بالحدائق ذات الأسوار العالية.
وفي لقاء مع وكالة الأناضول، شرحت لبيلة دزيكو، المسؤولة في المتحف الوطني بسراييفو، الطرق التي أسهمت فيها الأحياء القديمة في حماية سكان المدينة خلال الحرب، عبر سرد تجربتها الشخصية.
قالت دزيكو إنها كانت تعيش قبل الحرب مع زوجها بشقة في القسم الحديث من المدينة، لكنهما انتقلا بعد الحرب إلى أحد منازل حي «كوفاجي» القديم، للاحتماء من القصف ورصاص القناصين.
وأشارت إلى أن الأحياء القديمة كانت أكثر أمانا بدرجة كبيرة من الأحياء الحديثة خلال الحرب، إذ إن منازلها في العادة تبنى داخل الحدائق، بحيث تكون بعيدة عن الشارع، وإن كانت بعض المنازل بدأت تبنى أخيرا بحيث يطل أحد جدرانها على الشارع.
كما أن حدائق المنازل تكون محاطة بالأسوار العالية، وأسهم ذلك الطراز العماري في حماية السكان بشكل كبير من القنابل والرصاص والشظايا. بالإضافة إلى ذلك ساعدت تلك المنازل السكان على تلبية احتياجاتهم خلال أيام الحصار. وقالت دزيكو إنهم كانوا يزرعون الخضروات والفواكه في حديقة المنزل، وهو ما مكنهم من التغلب على مشكلة شح الغذاء.
ولم يكن المنزل وحده أكثر أمانا، بل كانت شوارع وحارات الأحياء القديمة آمنة إلى حد كبير أيضا، كما ذكرت دزيكو، إذ إن ضيق الشوارع وكثرة منحنياتها يجعلان المارين بها بمنأى عن رصاص القناصة، على عكس الشوارع الواسعة.
ولم تكتف تلك المنازل المصممة بالأصل للعائلات الكبيرة، بحماية سكانها وحدهم، بل امتدت مظلة حمايتها لتشمل الأقارب والأصدقاء، الذين كانوا يأتون من الأحياء الجديدة ويقيمون أياما لدى معارفهم في الأحياء القديمة بحثا عن الأمان. وتتذكر دزيكو تلك الفترة «كانت أكثر حميمية من الناحية الاجتماعية في حياتها، حيث كانت تستضيف الأصدقاء والأقارب في منزلها لأيام عدة ويقضون الوقت بتبادل الحديث، إذ لم تترك لهم الحرب مجالا لفعل أي شيء آخر».
بدوره حكى إرنس سيلفو للأناضول عن طفولته التي قضاها في أحد أحياء سراييفو القديمة خلال الحرب، وقال إن حيهم كان على بعد 200 متر فقط من خنادق القوات الصربية، ورغم ذلك كان يلعب في الخارج مع رفاقه دون خوف كبير من رصاص القناصة الذي من الصعب أن يطالهم في الحارات الضيقة.
ويتذكر سيلفو أن 20 شخصا من أطفال وكبار السن، كانوا يعيشون في منزلهم خلال الحرب، لكونه أكثر أمانا. يذكر أن القوات الصربية بدأت حصار سراييفو في الخامس من أبريل 1992، ولم ينته الحصار إلا بتوقيع اتفاقية دايتون للسلام في 14 ديسمبر1995.
ويعد حصار سراييفو الأطول في تاريخ الحروب الحديثة، وألقيت خلاله 500 ألف قنبلة على المدينة، وقتل نحو 11 ألفا و541 شخصا، وتضررت أكثر من 80% من مباني المدينة.
وتتميز أحياء العاصمة بأزقتها الضيقة الملتوية، ومنازلها المستقلة المحاطة بالحدائق ذات الأسوار العالية.
وفي لقاء مع وكالة الأناضول، شرحت لبيلة دزيكو، المسؤولة في المتحف الوطني بسراييفو، الطرق التي أسهمت فيها الأحياء القديمة في حماية سكان المدينة خلال الحرب، عبر سرد تجربتها الشخصية.
قالت دزيكو إنها كانت تعيش قبل الحرب مع زوجها بشقة في القسم الحديث من المدينة، لكنهما انتقلا بعد الحرب إلى أحد منازل حي «كوفاجي» القديم، للاحتماء من القصف ورصاص القناصين.
وأشارت إلى أن الأحياء القديمة كانت أكثر أمانا بدرجة كبيرة من الأحياء الحديثة خلال الحرب، إذ إن منازلها في العادة تبنى داخل الحدائق، بحيث تكون بعيدة عن الشارع، وإن كانت بعض المنازل بدأت تبنى أخيرا بحيث يطل أحد جدرانها على الشارع.
كما أن حدائق المنازل تكون محاطة بالأسوار العالية، وأسهم ذلك الطراز العماري في حماية السكان بشكل كبير من القنابل والرصاص والشظايا. بالإضافة إلى ذلك ساعدت تلك المنازل السكان على تلبية احتياجاتهم خلال أيام الحصار. وقالت دزيكو إنهم كانوا يزرعون الخضروات والفواكه في حديقة المنزل، وهو ما مكنهم من التغلب على مشكلة شح الغذاء.
ولم يكن المنزل وحده أكثر أمانا، بل كانت شوارع وحارات الأحياء القديمة آمنة إلى حد كبير أيضا، كما ذكرت دزيكو، إذ إن ضيق الشوارع وكثرة منحنياتها يجعلان المارين بها بمنأى عن رصاص القناصة، على عكس الشوارع الواسعة.
ولم تكتف تلك المنازل المصممة بالأصل للعائلات الكبيرة، بحماية سكانها وحدهم، بل امتدت مظلة حمايتها لتشمل الأقارب والأصدقاء، الذين كانوا يأتون من الأحياء الجديدة ويقيمون أياما لدى معارفهم في الأحياء القديمة بحثا عن الأمان. وتتذكر دزيكو تلك الفترة «كانت أكثر حميمية من الناحية الاجتماعية في حياتها، حيث كانت تستضيف الأصدقاء والأقارب في منزلها لأيام عدة ويقضون الوقت بتبادل الحديث، إذ لم تترك لهم الحرب مجالا لفعل أي شيء آخر».
بدوره حكى إرنس سيلفو للأناضول عن طفولته التي قضاها في أحد أحياء سراييفو القديمة خلال الحرب، وقال إن حيهم كان على بعد 200 متر فقط من خنادق القوات الصربية، ورغم ذلك كان يلعب في الخارج مع رفاقه دون خوف كبير من رصاص القناصة الذي من الصعب أن يطالهم في الحارات الضيقة.
ويتذكر سيلفو أن 20 شخصا من أطفال وكبار السن، كانوا يعيشون في منزلهم خلال الحرب، لكونه أكثر أمانا. يذكر أن القوات الصربية بدأت حصار سراييفو في الخامس من أبريل 1992، ولم ينته الحصار إلا بتوقيع اتفاقية دايتون للسلام في 14 ديسمبر1995.
ويعد حصار سراييفو الأطول في تاريخ الحروب الحديثة، وألقيت خلاله 500 ألف قنبلة على المدينة، وقتل نحو 11 ألفا و541 شخصا، وتضررت أكثر من 80% من مباني المدينة.